ارتفاع أسعار النفط وتأثيرها على إنفاق صناعة الطيران العالمي في الوقود

شهدت صناعة الطيران العالمي انتعاشًا ملحوظًا في عام 2023 مع زيادة الطلب على السفر الجوي بعد تجاوز أزمة الوباء. وقد ساهم هذا التعافي في ارتفاع الطلب على وقود الطائرات ليصل إلى مستويات قريبة من ما قبل الجائحة، رغم التحديات التي تفرضها تقلبات أسعار النفط عالميًا والنزاعات القائمة في مناطق عديدة.

## زيادة الطلب على وقود الطائرات وتأثيره على الصناعة

في عام 2023، ارتفع إنفاق صناعة الطيران على الوقود بنسبة 26% ليصل إلى 271 مليار دولار، مع استهلاك بلغ 92 مليار جالون، مقاربًا لمستويات عام 2019. لكن اللافت أن تكلفة الوقود ارتفعت بأكثر من 40% مقارنة بما قبل الجائحة بسبب عوامل متعددة، منها الحرب بين روسيا وأوكرانيا والصراعات الإقليمية في الشرق الأوسط.

وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، يُعد وقود الطائرات المحرك الأساسي لزيادة الطلب على النفط، حيث يمثل نصف النمو الإجمالي. ومع ذلك، فإن ارتفاع أسعار النفط الخام نتيجة الأزمات الجيوسياسية يفرض تحديات أمام شركات الطيران. ففي صيف عام 2022، تجاوز سعر وقود الطائرات 175 دولارًا للبرميل، مما ضغط بشدة على التعافي المالي لهذه الشركات.

## تحديات الأسعار والقدرة على التكرير

رغم انخفاض أسعار النفط في العام 2023 مقارنة بعام 2022، ما زالت مستوياتها مزعجة لصناعة الطيران. وقد وصل متوسط سعر النفط الخام إلى 82.5 دولارًا للبرميل، بينما ظل الفارق بين أسعار النفط الخام ووقود الطائرات مرتفعًا عند 30 دولارًا للبرميل. يعود هذا الفارق بشكل رئيسي إلى محدودية طاقة التكرير المخصصة لإنتاج وقود الطائرات، مما يزيد من التحديات.

## التوقعات المستقبلية للنمو واستمرار الطلب العالي

تتوقع “إياتا” ارتفاع إيرادات صناعة الطيران إلى حوالي 996 مليار دولار بحلول نهاية عام 2023، وهو أعلى رقم مسجل تاريخيًا. كما يُتوقع أن يصل عدد المسافرين جوًا إلى خمسة مليارات في عام 2024، ما يعكس استمرار تعافي القطاع. وأكد المحلل “سيمون وارن” أن الرحلات القصيرة كانت المحرك الرئيسي للتعافي هذا العام، حيث يمثل وقود الطائرات الحافز الأكبر لنمو الطلب على النفط عمومًا.

تظل صناعة الطيران حيوية للطموحات البشرية والازدهار الاقتصادي، ولكنها تواجه تحديات كبيرة مرتبطة بتقلبات أسعار الوقود.