محمود درويش، الشاعر الفلسطيني الكبير الذي يعتبر رمزًا للقضية الفلسطينية، عانى منذ طفولته من الغربة والتهجير، بدأت هذه المعاناة منذ ولادته في قرية البروة الفلسطينية شمال البلاد، حيث تعرض مع عائلته للتهجير القسري، الأمر الذي شكل وعيه ولعب دورًا أساسيًا في تكوين شخصيته كشاعر وقائد ثقافي يدافع بقوة عن القضية الفلسطينية.
معاناة محمود درويش في طفولته
كانت طفولة محمود درويش مليئة بالصعوبات والتحديات التي أثرت عليه عميقًا، فقد أجبر وأسرته على الهجرة القسرية عقب الاحتلال الإسرائيلي لقريتهم، واضطروا إلى الانتقال إلى لبنان حيث عاش كلاجئ، في طوابير طويلة للتزود بالمواد الإغاثية مثل الجبن والحليب، قاسى معاناة اللجوء التي لم يشعر بتأثيرها الكامل وهو طفل، لكنه أدركها بعمق لاحقًا مع امتداد رحلة النزوح والاغتراب التي رافقت سنواته الأولى، ليعود لاحقًا إلى وطنه، لكن ليس إلى قريته الأصلية البروة، بل إلى قرية دير الأسد في الجليل، التي كانت بالنسبة له موطنًا جديدًا مليئًا بالغربة في وطنه.
التهجير والوعي بالوطن
أوضح الدكتور هيثم الحاج علي، أستاذ الأدب العربي الحديث، أن واقعة تهجير محمود درويش من قريته البروة إلى لبنان كانت اللحظة الفاصلة التي شكلت وعيه الوطني، إذ استفاق ذات صباح ليجد نفسه في مكان جديد بعيد عن منزله، وهو ما أثر عليه بعمق، خاصة بعد أن أدرك أن قرية البروة أصبحت تحت سيطرة الاحتلال، هذا الشعور بالانتماء لفردوس مفقود جعله دائمًا في حالة بحث عن العودة إلى ذلك الوطن المتخيل الذي يأمل أن يحتضنه مجددًا، وهكذا تحول مفهومه للوطن إلى قضية أساسية ترسخت في قصائده وأعماله الأدبية.
الاستلاب في الوطن ومنفى الروح
الشاعر محمد هشام، سلط الضوء على معاناة درويش عند عودته إلى فلسطين كمتسلل بعد هجرته الأولى، حيث وُجد في وطنه لكن دون حقوق أو استحقاقات المواطن العادي، هذا الواقع جعله يشعر بأنه لاجئ داخل وطنه، وعزز من إحساسه بالمأساة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون تحت وطأة الاحتلال، كانت هذه الظروف بمثابة الوقود الذي أشعل شرارة الإبداع في كتاباته، مما جعله الصوت الذي ينقل للعالم معاناة الشعب الفلسطيني وأحلامه بالحرية والاستقلال.
رمزية محمود درويش وشاعر القضية
احتل محمود درويش مكانة مميزة في الأدب العربي والعالمي كصوت شعري جسد آلام ومعاناة الشعب الفلسطيني، تناول في أعماله مأساة التهجير واللجوء وفقدان الوطن، أفكاره وأشعاره لم تقتصر فقط على إيصال الألم بل كانت تنبض بالأمل والتطلع للمستقبل، وهو ما جعله شاعر القضية وروحها الحية، حيث استخدم الكلمات لتوثيق المحطات القاسية التي مرت بها فلسطين، ولتقديم صورة إنسانية مؤثرة عن حياة الفلسطينيين وكفاحهم المستمر.
بصراحة يا جماعة.. بن شرقي تغييره غلط والأهلي ما خلق فرص غير الجول
«تعرف الآن» سعر الجنيه الذهب اليوم الجمعة 16-5-2025 بكافة تفاصيله
«فرصة ذهبية» سعر صرف الدولار يتراجع عقب تصريحات عن خفض الفائدة
«زيادة هامة» جدول جديد للمعاشات 2025 يكشف تفاصيل الزيادات وأبرز المستفيدين
صدام الأبطال!.. بايرن ميونخ يواجه إنتر ميلان في ربع نهائي دوري الأبطال
«عاجل الآن» رابط نتيجة الصف السادس الابتدائي الدور الأول 2025 صلاح الدين وتفاصيل إعلان النتائج
«إنجاز كبير» الكرة المصرية تشهد تحولًا لافتًا يغير ملامح المنافسات
القنوات الناقلة لمباراه الاتحاد والعروبه اليوم في الدوري السعودي 2024-2025 وتشكيل الإتحاد المتوقع