«قفزة جديدة» الذهب يرتفع عالميًا مع ضعف الدولار وتباطؤ البيانات الاقتصادية

شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا ملحوظًا، ويعزى ذلك إلى تراجع الدولار وظهور بيانات اقتصادية ضعيفة عززت من الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن، يُعتبر الذهب واحدًا من الأدوات الاستثمارية الأساسية التي تتأثر بالأسواق والاقتصاديات العالمية؛ إذ سجل مكاسب في المعاملات الفورية والعقود الآجلة، مما جعله في مقدمة اهتمامات المستثمرين والمتابعين.

الذهب يصعد عالميًا بدعم تراجع الدولار

أسعار الذهب شهدت ارتفاعًا بنسبة 0.7% لتصل إلى 3200.74 دولار للأوقية، في آخر المعاملات الفورية، كما صعدت العقود الآجلة بنسبة 0.5% لتلامس 3203.80 دولار، ويأتي هذا الارتفاع كنتيجة مباشرة لتراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.1%؛ حيث يُسهم ضعف الدولار في جعل الذهب أقل تكلفة للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى، مما يزيد من جاذبية شرائه خلال تلك الفترات، بينما يظل الذهب اقتصاديًا محصنًا في ظل ضعف الأسواق الأخرى.

تأثير البيانات الاقتصادية الأمريكية على أسعار الذهب

صدرت بيانات اقتصادية أمريكية أظهرت انخفاضًا غير متوقع في أسعار المنتجين، وتباطؤًا في نمو مبيعات التجزئة، مما أدى إلى توجه الأنظار نحو الذهب كملاذ آمن، إضافة إلى ذلك، أظهرت تقارير أخرى أن أسعار المستهلك الأمريكي ارتفعت بأقل من التوقعات، الأمر الذي يُلقي الضوء على احتمالية اتجاه البنك المركزي الأمريكي إلى تقليل أسعار الفائدة مستقبلاً، ومن المعروف أن سياسة خفض الفائدة تزيد من جاذبية الذهب لأنه لا يدر عائدًا مباشرًا، مما يدعم مكانته كوسيلة للتحوط الاقتصادي.

أسباب جيوسياسية تدعم أسعار الذهب

أحد العناصر التي أثرت إيجابيًا على أسعار الذهب هو غياب فلاديمير بوتين عن المحادثات السلامية في تركيا المتعلقة بالأزمة الأوكرانية، حيث قرر إرسال فريق مفاوضين من المستوى الثاني عوضًا عن الحضور شخصيًا، وقد أضعف ذلك التوقعات بشأن إحراز تقدم ملموس في تسوية النزاع القائم، ورأى المحللون أن هذه الخطوة أدت إلى زيادة التوتر الاقتصادي العالمي، مما حفز الطلب على المعدن النفيس.

تحركات الذهب والمعادن النفيسة الأخرى

لم يقتصر الارتفاع على الذهب فقط، فقد تأثرت أيضًا أسواق المعادن النفيسة الأخرى؛ حيث سجلت الفضة مكاسب بلغت 0.2% وبلغت قيمتها 32.26 دولار للأوقية، كما ارتفع البلاتين بنسبة 1.4% مسجلًا 964.32 دولار في أحدث تعاملاته، وأيضًا تقدم البلاديوم بمعدل 1% ليصل إلى 986.15 دولار، هذا التأثير يعكس تداعيات واضحة للأسواق المالية العالمية نتيجة الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتغيرة، ويعزز من شعبية المعادن الثمينة كبدائل استثمارية.

جدول يوضح أسعار الذهب والمعادن النفيسة

مستقبل حركة أسعار الذهب

التوترات الاقتصادية العالمية، مصحوبة بالتغيرات في سياسات البنوك المركزية مثل الاحتياطي الأمريكي، تلقي بظلالها على حركة أسعار الذهب، يُتوقع أن الأشهر القادمة قد تشهد زيادات إضافية في الطلب على المعدن النفيس إذا استمرت الأوضاع في تقديم إشارات سلبية عن النمو الاقتصادي، مما يجعل الذهب خيارًا دفاعيًا جذابًا قويًا.