«قفزة جديدة» الذهب يتجاوز 3200 دولار وسط ارتفاع بنسبة 1 بالمئة

ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ خلال تسوية تعاملات الخميس، مدعومة بانخفاض مؤشر الدولار الأمريكي، بالإضافة إلى إعلان بيانات اقتصادية إيجابية تعكس تراجع ضغوط الأسعار على الاقتصاد الأمريكي، هذا الأداء القوي للذهب يعكس دوره كمخزن للقيمة بظل الأوضاع الاقتصادية الحالية.

ارتفاع أسعار الذهب وتأثير انخفاض الدولار

شهدت أسعار الذهب صعوداً بنسبة 1.18% للعقود الآجلة تسليم يونيو، مما يعادل زيادة قدرها 37.8 دولار لتصل إلى 3226.60 دولار للأوقية، وقد ترافق هذا الأداء مع انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.16%، ليصل إلى 100 نقطة فقط، يُعتبر ذلك دليلاً على ضعف العملة الأمريكية، وهو ما يعزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن ومخزن للقيمة، حيث أن انخفاض قيمة الدولار يجعل تكلفة شراء الذهب أرخص بالنسبة للمستثمرين من حائزي العملات الأخرى.

تأثير بيانات الاقتصاد الأمريكي على أسعار الذهب

كشفت البيانات الرسمية الصادرة يوم الخميس عن تراجع التضخم السنوي لأسعار المنتجين في الولايات المتحدة الأمريكية إلى مستوى 2.4% خلال شهر أبريل مقارنة بـ 3.1% في مارس، بينما كانت التوقعات تشير إلى تراجع أقل نسبيًا بمعدل 2.5%، هذه البيانات تُظهر تحسناً في استقرار الأسعار وتقليص الضغوط، الأمر الذي يدعم فكرة خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، إضافة لذلك فإن البيانات أظهرت تباطؤ نمو مبيعات التجزئة بنسبة بلغت 0.10% فقط في أبريل بالمقارنة مع النسبة الأعلى التي شهدها مارس وبلغت 1.7%، مما يشير إلى تراجع نسبي في إنفاق المستهلكين.

التوقعات الاقتصادية ومستقبل أسعار الذهب

التباطؤ في مؤشر أسعار المستهلكين إلى 2.3% بعد أن كان عند قراءة 2.4% في مارس يعزز من احتمالات اتخاذ الفيدرالي الأمريكي خطوات تخفيفية للسياسة النقدية بحلول سبتمبر المقبل، قرارات الفيدرالي عادة ما تترك تأثيراً مباشراً على أسعار الذهب، حيث أن خفض أسعار الفائدة يُضعف الدولار ويرفع من الطلب على المعدن النفيس، لذلك فإن توقعات تقليص أسعار الفائدة المستقبلية أثرت بشكل إيجابي على أسعار الذهب الحالية، إذ يعد المعدن الأصفر الخيار المثالي للتحوط ضد ضعف السياسات النقدية والانكماش المالي.

أهمية الذهب كأصل استثماري

الارتفاع الحالي لأسعار الذهب يعكس أهمية المعدن النفيس كاستثمار طويل الأجل، فهو يُمثل مخزناً للقيمة في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي والمالي، كما أن التغيرات في السياسات النقدية مثل انخفاض مؤشر الدولار واحتياطي الفيدرالي تظل عوامل رئيسية لدعم الأسعار، بالتالي تصبح حركة الذهب فرصة جاذبة للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار والأمان المالي في الظروف المتقلبة.