«قفزة مفاجئة» أسعار الذهب ترتفع عالميًا أكثر من 1% بفعل ضعف الدولار

شهدت أسعار الذهب العالمية قفزة كبيرة اليوم، وسط انخفاض قيمة الدولار الأمريكي وضعف البيانات الاقتصادية في الولايات المتحدة، إلى جانب استمرار حالة من عدم اليقين على خلفية التوترات الجيوسياسية، ويعتبر الذهب أحد أهم الملاذات الآمنة في الأوقات التي تشهد اضطرابات اقتصادية أو سياسية، حيث يزيد الإقبال عليه مع زيادة المخاطر في الأسواق العالمية.

أسعار الذهب العالمية اليوم

ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 1.37% ليبلغ 3221 دولارًا للأوقية، بعد أن مر بانخفاض ملحوظ ليصل إلى أدنى مستوى له في شهر خلال وقت سابق من الجلسة، وسجلت العقود الآجلة للذهب الأمريكي أيضًا ارتفاعًا بنسبة 1.13% وصولاً إلى 3224 دولارًا للأوقية، حيث يعكس هذا التوجه استمرار الطلب القوي على المعدن النفيس في ضوء تراجع قيمة الدولار أمام العملات الأخرى.
شهد مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) انخفاضًا بنسبة 0.1%، مما جعل الذهب أكثر تنافسية للمستثمرين من حاملي العملات الأجنبية، حيث إن تراجع الدولار يعزز جاذبية الذهب، وهو ما يشجع على زيادة الشراء لدفع الأسعار نحو مستويات مرتفعة جديدة مقارنة بالجلسات السابقة.

ضعف البيانات الاقتصادية في الولايات المتحدة

أظهرت المؤشرات الاقتصادية الصادرة في الولايات المتحدة تراجعًا واضحًا، حيث انخفضت أسعار المنتجين على عكس التوقعات خلال شهر أبريل، إلى جانب تباطؤ نسبي في نمو مبيعات التجزئة، ما يشير إلى محدودية التحسن في الطلب العام، وبالتوازي مع هذا، صرحت تقارير أخرى أن نسب ارتفاع أسعار المستهلكين كانت أقل من المتوقع خلال الشهر ذاته، وهي إشارة على احتمال تدخل الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض معدلات الفائدة قريبًا، الأمر الذي يعزز تفاؤل المستثمرين بشأن فرص تحسن أسعار الذهب.
يظل الذهب مستفيدًا من هذه التوجهات خاصة مع النظرة المستقبلية التي قد تشهد توجهات أكثر مرونة من البنوك المركزية، حيث إن أي تخفيض للفائدة يؤدي مباشرة إلى خفض العوائد في أسواق السندات ويزيد من جاذبية الاستثمار في الذهب.

التوترات الجيوسياسية وارتفاع الطلب على الذهب

التصعيد الحاصل بين روسيا وأوكرانيا أضاف عامل ضغط إضافيًا على الأسواق، فقد أرسلت روسيا وفدًا منخفض المستوى لمفاوضات السلام مع أوكرانيا في حين غاب فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني عن الحدث، مما يزيد من حالة الضبابية على المستوى الجيوسياسي، حيث إن الأحداث الأخيرة تدفع بالدول والمستثمرين لتأمين مدخراتهم في الذهب.
كما تساهم التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، رغم الاتفاقيات المؤقتة بين الجانبين، في إبقاء السوق العالمي في حالة شبه حذر، وهو ما يدفع بعض المستثمرين لمواصلة الاعتماد على الذهب كتحوط مهم بعيدًا عن المخاطر المحتملة في الأسواق الأخرى.

تحليل فني لأسعار الذهب

العنوان القيمة
سعر الأوقية الفورية 3221 دولار
العقود الآجلة 3224 دولار
مؤشر الدولار -0.1%

مع بقاء السوق تحت وطأة تطورات اقتصادية وجيوسياسية مركبة، يظل الذهب ضمن الخيارات الأولى للمستثمرين الباحثين عن الأمان المالي في ظل هذه الظروف، فمن الواضح أن مستويات الطلب الحالية قد تستمر في دعم الأسعار خلال الفترة القادمة مع عدم وجود مؤشرات قوية على استقرار الأسواق قريبًا.