في عالمنا الحالي، أصبح البحث عن الحديد المصنوع قبل عام 1945 يُثير اهتمام العلماء وأصحاب الصناعات الدقيقة، فقد عُرف هذا النوع من الحديد باسم “فولاذ ما قبل الحرب”، وهو ذو قيمة كبيرة لدرجة أنه يُعدّ اليوم كنزًا يفوق الوصف، يتركز الطلب الأساسي على هذا الفولاذ في المراكز البحثية ووكالات الفضاء والمستشفيات المتقدمة، ولكن ما الذي يجعل هذا النوع من الحديد فريدًا ومطلوبًا بشدة في هذه الأوساط؟
ما هو علاقة فولاذ ما قبل الحرب بعام 1945؟
ترتبط أهمية فولاذ ما قبل الحرب بالأحداث النووية التي بدأت بتجربة “اختبار ترينيتي” في يوليو 1945 ضمن مشروع “مانهاتن” بالولايات المتحدة، إذ أدت هذه التجارب إلى نشر نظائر مشعة في طبقات الجو، ومنذ ذلك الحين، تلوث الكثير من المعادن، ومن بينها الحديد، بالنسب الإشعاعية الدقيقة الناتجة عن التلوث النووي، الأمر الذي جعل الحديد المستخرج قبل العام 1945 ذا نقاء إشعاعي كامل تقريبًا، وبالتالي يُعتمد عليه في الصناعات التي تتطلب دقة متناهية وخلوًا من الإشعاع مثل عدادات “جايجر” وأجهزة قياس الإشعاع النووي.
لماذا يُعتبر فولاذ ما قبل الحرب نادرًا؟
نظرًا لأن تلوّث الهواء بالنظائر المشعة أحدث تحولًا في تكوين المعادن بعد الحرب العالمية الثانية، فإن الحديد الذي صُنع قبل عام 1945 يحتفظ بنقاوته الإشعاعية ويمثل مادة قيّمة جدًا، وهذا النقاء النادر هو السبب وراء ارتفاع قيمته السوقية بشكل كبير، ومع مرور الزمن وتزايد الطلب، أصبح يُعاد التنقيب عن الحديد القديم من خلال حطام السفن الغارقة في المحيطات، فمثل هذه السفن كانت تصنع باستخدام هذا الفولاذ النقي وتظل محمية من العوامل النووية بفعل المياه العميقة.
مشروعات البحث والتنقيب عن فولاذ السفن القديمة
ازدادت حوادث التنقيب غير القانوني عن السفن الحربية والتجارية الغارقة بحثًا عن حديد ما قبل الحرب، ومن أشهر حوادث السرقة المرتبطة بهذا الأمر ما تم اكتشافه عام 2016 حين أُزيل الحديد من حطام السفينة الحربية البريطانية “HMS Exeter”، التي غرقت في الحرب العالمية الثانية، هؤلاء الغواصون تجاهلوا كافة المعادن القيّمة الأخرى مثل البرونز والنحاس واقتصروا فقط على استخراج هذا الفولاذ النادر، مما يعكس القيمة العالية المرتبطة بمثل هذه النوعية من الحديد.
هل هناك بديل لفولاذ ما قبل الحرب؟
بالرغم من تطور تقنيات إنتاج المعادن وتنقيتها داخل المختبرات لتكون خالية من التلوث الإشعاعي، إلا أن هذه الطريقة مكلفة جدًا وتستهلك الوقت والمجهود، ولهذا السبب يفضل العلماء الاستفادة من الكميات الجاهزة المستخرجة من القطع القديمة، خاصة الحطام البحري المحفوظ في أعماق المحيطات، حيث تتوفر ظروف تجعل المواد بعيدة عن الإشعاع الكوني، ويظل استخراج الفولاذ القديم هو الخيار الأقرب للتطبيق اليوم.
هل ينقرض عصر فولاذ ما قبل الحرب؟
رغم استمرار انخفاض مستويات الإشعاع في الغلاف الجوي بعد المعاهدات الدولية للحد من التجارب النووية، يعتقد البعض أن الحاجة لهذا الفولاذ النادر قد تقل في المستقبل، ومع ذلك، إلا أن العلماء ومجتمع الصناعة الدقيقة يرون أنه ما زال مصدرًا حيويًا ومهمًا في كثير من الأبحاث والمعدات، كما أن امتلاك مثل هذه القطع النادرة يظل فرصة ذهبية تستحق الاستثمار.
“5 أيام”.. تفاصيل إجازة عيد الأضحى 2025 للقطاع الحكومي في مصر والإجازات الرسمية المتبقية
«مفاجأة نارية».. عماد النحاس يكشف تشكيل الأهلي أمام بتروجيت ومصير بن شرقي
«غرامة ضخمة».. بنك سويسري يدفع 510 ملايين دولار بسبب التهرب الضريبي
«قمة الموت».. ريفر بليت وبوكا جونيورز في مواجهة نارية بسوبر كلاسيكو مشوق
تغيب زيزو عن تدريبات الزمالك لليوم الثاني على التوالي
«قفزة جديدة» سعر عيار 24 اليوم يواصل ارتفاعه ويسجل رقماً مفاجئاً 11-5-2025
زيزو.. عمر الدردير يستعطفك بذكرى مؤثرة: إحنا اللي دعمناك دائمًا
وزير قطاع الأعمال العام يشارك في احتفال اليوم الوطني 85 لباكستان بالقاهرة