«خطبة الجمعة» حب التناهي شطط وخير الأمور الوسط من منظور وزارة الأوقاف

نشرت وزارة الأوقاف المصرية نص خطبة الجمعة القادمة تحت عنوان: “حب التناهي شطط وخير الأمور الوسط”، وهو موضوع يتمحور حول ترسيخ قيم الوسطية والاعتدال في كافة شؤون حياتنا، إذ يعد الاعتدال منهجًا قرآنيًا وصبغة إسلامية تضمن تحقيق التوازن والاستقرار للفرد والمجتمع مع تجنب الغلو والتطرف أو التفريط والإهمال، وأكدت الوزارة على أهمية هذه الخطبة في توعية الأفراد بأهمية العدل والاستقامة في كل جوانب الحياة.

خطبة الجمعة حول حب التناهي وخير الأمور الوسط

خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف تناولت معاني الوسطية كمنهج إسلامي راسخ، مع التأكيد على الدعوة إلى البعد عن حب التناهي والتكلف المبالغ فيه الذي قد يؤدي إلى الشطط والانحراف عن جوهر العبادة الصحيح، فالوسطية تتجلى في أوجه العبادة والمعاملات والسلوكيات، حيث أوضح النبي صلى الله عليه وسلم قائلًا: “أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، ولكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني”.

فوائد الوسطية والاعتدال

أشار نص الخطبة إلى فوائد الوسطية العظيمة، فهي ليست مجرد مفهوم ديني، لكنها منهج يحفظ للإنسان حقوقه ويوازن بين الروح والجسد، إذ يدعو الإسلام إلى عدم التشديد على النفس والآخرين، سواء في العبادة أو العمل أو العلاقات الاجتماعية، فالوسطية تمنح الإنسان راحة نفسية وسعادة دنيوية وأبدية، وهذا يتماشى مع ما ورد بقوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطًا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدًا}.

تجنب الشطط في الدين والدنيا

حذرت الخطبة من مخاطر الإفراط أو التفريط في الدين والدنيا، فقد رأينا نماذج لجماعات غالت في الدين حتى وقعوا في التعصب والتكفير، وأوصت بضرورة الاقتداء بالهدي النبوي في فهم الدين برفق وسماحة، وألا تكون العبادات عبئًا على النفس بل وسيلة للراحة والسكينة، فالشدّة تؤدي للتعب النفسي والروحي وضياع الحقوق.

استشعار أثر الوسطية في المجتمع

الوسطية تجعل من المجتمع بيئة صالحة مليئة بالسلام الداخلي والتآخي، فهي تقضي على مظاهر الغلو والتشدد التي تفرق ولا تجمع، كما أنها تدعم العلاقات المتوازنة بين العمل الدنيوي والأخروي وبين حقوق الفرد والجماعة، ولقد أكدت تعاليم الإسلام على هذا المبدأ في مواضع عديدة مثل قوله صلى الله عليه وسلم: “خير الأعمال أدومها وإن قل”.

العناية بذوي الهمم ودعمهم

خصصت الخطبة الثانية مساحة هامة لتناول حقوق ذوي الهمم ودورهم في بناء المجتمع، فهم أولى الناس بالاهتمام والرعاية؛ وقد وردت عناية إلهية خاصة بهم في مواضع متعددة أبرزها قوله تعالى: {ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج}، وقد ذكّر النبي صلى الله عليه وسلم بدور ذوي الهمم قائلًا: “وهل تُنصرون وتُرزقون إلا بضعفائكم؟!”، فتحقيق العدالة والمساواة هو جزءٌ من الوسطية التي يدعو إليها الدين الإسلامي.

توصيات خطبة الجمعة في حب التناهي والاعتدال

  • الالتزام بمنهج الوسطية في العبادة والمعاملات الإنسانية.
  • ترك الغلو والتشدد الذي يثقل كاهل الأفراد بالواجبات الدينية والدنيوية.
  • البعد عن التفريط الذي يقلل من قيمة الأمور الجوهرية في الحياة.
  • دعم ذوي الهمم واستثمار طاقاتهم في بناء المجتمع.
  • العمل الدائم بما يحقق التوازن النفسي والاجتماعي لكل فرد.