«هدنة تجارية» الذهب ينخفض مع اتفاق أمريكا والصين وتباطؤ التضخم العالمي

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا بالأسواق المحلية خلال منتصف تعاملات يوم الأربعاء، متأثرة بانخفاض سعر الأوقية عالميًا، نتيجة انخفاض الطلب الناجم عن الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بجانب تباطؤ معدلات التضخم الأمريكية، وفقًا لتقرير منصة “آي صاغة”، ما سبب انخفاضًا واضحًا في مستويات الأسعار داخل السوق.

تراجع أسعار الذهب وفق تقرير “آي صاغة”

أشار سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة” لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إلى أن سعر الذهب شهد انخفاضًا ملموسًا بنحو 65 جنيهًا مقارنة بتعاملات يوم الثلاثاء، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 4575 جنيهًا، أما الأوقية فقد تراجعت بنحو 59 دولارًا إلى مستوى 3191 دولارًا، مما يشير إلى مدى تأثير العوامل العالمية على الأسعار المحلية

أضاف التقرير أن الأسعار المحلية قد تباينت بناءً على الأعيرة المختلفة، حيث سجل سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 5229 جنيهًا، في حين وصل عيار 18 إلى 3921 جنيهًا، بينما بلغ سعر جرام الذهب عيار 14 حوالي 3050 جنيهًا، واستقر الجنيه الذهب عند قيمة 36600 جنيه نتيجة هذه التراجعات.

أثر الهدنة التجارية على انخفاض الذهب

تأثرت السوق بأحداث اقتصادية أبرزها الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي تمثلت في اتفاق الدولتين على تعليق الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة ثلاثة أشهر خلال مفاوضات جرت في جنيف، حيث أدت هذه المستجدات إلى تحسن أداء الأسواق المالية والأسهم العالمية، مما قلل من الحاجة إلى استثمارات الملاذ الآمن التي تشمل المعادن الثمينة كالذهب، هذا التوجه نحو الأسهم دفع الذهب إلى المزيد من التراجعات.

بالإضافة إلى ذلك، ساهمت بيانات التضخم الضعيفة في الولايات المتحدة في تخفيف المخاوف التي لطالما أثرت على الأسواق، ما أشاع التفاؤل بين المستثمرين ودفعهم نحو الأصول عالية المخاطر، كل هذه العوامل مجتمعة أضعفت الطلب على الذهب، مما أدى إلى استمرار انخفاض أسعاره.

توقعات الأسواق واتجاه سياسة الفيدرالي

يتوقع المستثمرون تحركًا محتملًا من الاحتياطي الفيدرالي نحو تخفيض أسعار الفائدة بنحو 53 نقطة أساس، بداية من سبتمبر القادم، بناءً على إشارات استمرار ضعف التضخم، وفقًا لتقرير أصدره “دويتشه بنك”، إلا أن البنك نفسه أشار إلى أن تخفيض القيود التجارية بين الولايات المتحدة والصين لن يؤدي إلى خفض الأسعار بسرعة كبيرة.

في هذا السياق، ذكر تقرير “سيتي بنك” أنه تم تخفيض سعر الذهب المستهدف لمدة ثلاثة أشهر إلى 3150 دولارًا بدلًا من 3500 دولار، مع توقع استقرار الأسعار عالميًا في نطاق بين 3000 و3300 دولار، كما أكد التقرير أن الطلب سيظل قائمًا على صناديق الاستثمار، رغم الضغوط الهبوطية الناتجة عن الزيادة في المعروض وضعف الإقبال على شراء المجوهرات.

عوامل تؤثر على تحركات الذهب المستقبلية

تترقب الأسواق صدور مجموعة من المؤشرات الاقتصادية الهامة من الولايات المتحدة، من بينها مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي، بيانات مبيعات التجزئة، وطلبات إعانة البطالة الأسبوعية، بالإضافة إلى تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، ومن المتوقع أن تسهم هذه البيانات في تشكيل رؤية أوضح حول الاتجاه المقبل للأسواق بما فيها الذهب.

كما تقوم الأسواق بمتابعة المسح الأسبوعي لثقة المستهلك الذي تصدره جامعة ميشيجان، والذي يُعد من العوامل المؤثرة في تعزيز أو خفض الإقبال على الأصول الاستثمارية كالمعادن النفيسة.