«استقرار الذهب» أسعار المعدن النفيس تتأثر بتراجع الدولار وانتظار بيانات أمريكية

شهدت أسعار الذهب اليوم تحسناً ملحوظاً بعد التراجعات التي شهدتها في بداية التداولات، حيث استفادت الأسعار من انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي وعودة العمليات الشرائية من قبل المستثمرين، ويأتي هذا التحرك الإيجابي في سياق انتظارات الأسواق لبيانات اقتصادية أمريكية مهمة من المتوقع أن تكون لها تأثيرات واضحة على قرارات السياسة النقدية المستقبلية ومستوى أسعار الفائدة.

تعافي أسعار الذهب وتأثير الدولار

سجل سعر الذهب في السوق الفوري استقراراً عند مستوى 3179.07 دولار للأوقية بعد أن هبط إلى أدنى مستوياته منذ شهر أبريل، ثم تعافى بفضل عمليات الشراء المكثفة وانخفاض الدولار بنسبة 0.3%، حيث يؤدي ضعف الدولار عادة إلى زيادة الطلب على الذهب باعتباره أقل تكلفة لحاملي العملات الأخرى، وقد ساهمت أنماط التداول الفنية وخطوط الدعم الرئيسية في استرجاع الأسعار لتوازنها، مما عكس تفاعلاً إيجابياً من السوق، كما أن العلاقة بين الذهب والدولار تمثل دائماً جزءاً أساسياً من المعادلة الاقتصادية التي تحدد مسارات الأسعار.

الاتفاقيات الدولية وأثرها على سعر الذهب

مع التطورات الأخيرة في سوق الذهب، أسهم الاتفاق بين الولايات المتحدة والصين على تأجيل فرض رسوم جمركية متبادلة لمدة 90 يوماً في تهدئة التوترات التجارية بين البلدين، هذا التطور خفّض الطلب على الذهب كملاذ آمن إلى حد كبير، إلا أن الأسواق لا تزال تحت تأثير حالة الترقب لنتائج بيانات مؤشر أسعار المنتجين الأمريكية، حيث تعتمد قرارات المستثمرين على توجهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي حول الفائدة، ويأتي ذلك وسط بيانات التضخم التي انخفضت مؤخراً عن المستويات المتوقعة، مما قد يشير إلى إمكانية قيام الفيدرالي بتغييرات ملحوظة على سياساته.

توقعات أداء الذهب والمعادن النفيسة

تشير التقديرات إلى أن البنك المركزي الأمريكي قد يتوجه نحو تخفيض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس بحلول مطلع عام 2025، وهو الأمر الذي من المتوقع أن يعزز جاذبية الذهب كأداة للتحوط في ظل انخفاض فوائد الاستثمار الأخرى، أما بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فقد شهدت الأسواق تراجعاً طفيفاً في أسعار الفضة بنسبة 0.4% ليستقر سعرها عند 32.9 دولار للأوقية، في حين حققت أسعار البلاتين مكاسب بلغت 0.7% ووصلت إلى 982.53 دولار للأوقية، والبلاديوم أيضاً سجل ارتفاعاً بنسبة 0.6% ليبلغ 956.58 دولار للأوقية، وهو ما يعكس اختلاف التوجهات داخل السوق بناءً على أساسيات كل نوع من هذه المعادن.

بناءً على العوامل الاقتصادية الحالية والمراقبة المستمرة للأوضاع العالمية، يشكل الذهب وسيلة استثمارية محبذة لدى المتعاملين في السوق، ويظل مراقبة توجهات الدولار وسياسات الفائدة الفيدرالية علامة فارقة في تحديد مسارات الأسعار المستقبلية.