«تحذير عالمي» أسعار الذهب قد تصل إلى 6 آلاف دولار قريبًا

تواجه أسعار الذهب توقعات مستقبلية مخيفة قد تغير مشهد الأسواق العالمية والمحلية، حيث يتوقع خبراء أن يصل سعر الذهب إلى مستويات قياسية تصل إلى 6000 دولار للأوقية خلال السنوات القادمة، ارتفاع أسعار الذهب مدفوع بالعديد من العوامل الاقتصادية والسياسية التي تشكلت في السنوات الأخيرة، مثل الأزمات العالمية والحروب والنزاعات السياسية التي جعلت الذهب الملاذ الآمن المفضل لدى المستثمرين.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

الأرقام تشير إلى أن أسعار الذهب سجلت ارتفاعًا كبيرًا منذ عام 2022، حيث تجاوزت هذه الارتفاعات حاجز 20٪، وكانت بداية هذا الصعود الحاد مع الغزو الروسي لأوكرانيا وفرض عقوبات مالية ضخمة على موسكو، هذه العقوبات أعاقت التعامل بالدولار واليورو، مما دفع البنوك المركزية العالمية للتحوط بشراء الذهب بكميات ضخمة لتقليل المخاطر، ذلك أدى إلى زيادة الطلب على هذا المعدن النفيس بشكل حاد، ومع هذا الاتجاه، ظهرت توقعات جديدة لعقود قادمة قد تجعل الذهب يصل إلى مستويات خيالية لم يشهدها العالم من قبل.

عوامل تدفع الذهب لهذه الأسعار القياسية

وفقًا لدراسة حديثة قدمها بنك “جي بي مورجان”، فإن هناك العديد من العوامل التي تشير إلى وصول الذهب إلى 6000 دولار للأوقية بحلول عام 2029 منها النمو المتباطئ للعرض العالمي للذهب وانخفاض إنتاجه نتيجة زيادة تكلفة الاستخراج، وأيضًا التوجه العالمي نحو الابتعاد عن الاعتماد الكبير على الأصول الأمريكية في ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تواجه الولايات المتحدة، ومن بين هذه العوامل أيضًا، زيادة التوترات الجيوسياسية، وارتفاع معدلات التضخم، والعجز المالي المتفاقم لدى العديد من الدول، كل هذه العوامل تساهم في تعزيز الطلب على المعدن النفيس؛ مما يؤدي إلى زيادة أسعاره بشكل مطرد.

توقعات أسعار الذهب على المدى القريب

التقارير الصادرة عن بنك “جي بي مورجان” تجذب الانتباه إلى توقعات قصيرة الأجل أيضًا، حيث يتوقع البنك أن يصل سعر الذهب إلى 3675 دولارًا للأوقية بحلول الربع الرابع من عام 2025، مع استمرار ارتفاع الأسعار إلى 4000 دولار بحلول منتصف عام 2026، وإذا تحقق هذا السيناريو؛ فإن ذلك يعني ارتفاعًا إضافيًا بنسبة 20٪ عن مستوى الأسعار الحالي، ما ينعكس بشكل مباشر على السوق المحلية، مثل سوق الذهب المصري؛ حيث إن أي زيادات في الأسعار العالمية تتسبب في رفع قيم الجرام محليًا بشكل متصل.

ما تأثير التغيرات السياسية والاقتصادية على أسعار الذهب؟

من العوامل التي تزيد القلق حول الأسواق هو موقف المستثمرين الأجانب من الدولار الأمريكي، خاصة مع السياسات الاقتصادية الأمريكية وتوجيه الأصابع نحو اقتراحات إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتحميل الدول الأخرى جزءًا من أعباء مكانة الدولار كعملة احتياطية، هذا النوع من السياسات ساهم في إثارة مخاوف بين المستثمرين الأجانب ودفعهم للتحوط من الخسائر عبر الاستثمار في الذهب كبديل آمن، ووفقًا لحسابات الخبراء، فإن أي نقل حتى 0.5٪ فقط من الأصول الأمريكية نحو الذهب من شأنه أن يؤدي إلى تدفق 273.6 مليار دولار في السوق العالمية للذهب خلال أربع سنوات، ما يعزز الزيادة المستمرة في الأسعار.

مستويات قياسية في المستقبل

بحسب توقعات الخبراء، فإن استقرار العرض المحدود للذهب مع زيادة الطلب الدولي قد يؤدي إلى انقلاب في أسعار الذهب عالميًا، النمو الاقتصادي البطيء، بجانب أزمات التعافي المالي، يدعم التحليل الذي يشير إلى أن الذهب سيظل الخيار الأمثل للابتعاد عن المخاطر الاقتصادية المستقبلية وهو ما يدفع التجار والبنوك المركزية للتمسك بهذا المعدن كضمانة مالية على المدى الطويل، كل هذه الإشارات تشير إلى صرف النظر عن الأصول الأمريكية بشكل نسبي لمصلحة الذهب.