ارتفاع قياسي في أسعار الذهب العالمية مع انتظار قرارات البنك المركزي الأمريكي المقبلة.

شهدت أسعار الذهب اليوم ارتفاعًا كبيرًا على المستوى العالمي، محققة أعلى مستوياتها تاريخيًا، حيث أصبح الذهب ملاذًا آمنًا في ظل التوترات الجيوسياسية والاقتصادية. كما يترقب المتداولون قرارات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، ما يُعتبر مؤشرًا حيويًا للأسواق المالية وأسعار المعادن النفيسة.

أسعار الذهب عالميًا تسجل أرقامًا قياسية

وصلت أسعار الذهب في المعاملات الفورية إلى 3035.12 دولار للأوقية، بعد أن سجلت في وقت سابق 3038.90 دولار، والذي يعد أعلى سعر على الإطلاق. وارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.1% لتصل إلى 3042.20 دولار. تزايد الطلب على الذهب يُعزى إلى كونه وسيلة تحوط موثوقة ضد تقلبات الأسواق وعدم اليقين الاقتصادي.
قال تيم ووترر، كبير محللي الأسواق في (كيه.سي.إم تريد)، إن الذهب يعتبر الخيار الأمثل لمواجهة التحديات الاقتصادية الناتجة عن الرسوم الجمركية المتصاعدة. يُذكر أن الرسوم الأمريكية المفروضة على الصلب والألمنيوم أثارت قلقًا بالغًا في الاقتصاد العالمي وأدت إلى مخاطر تضخمية.

التوترات الجيوسياسية تؤثر على أسعار الذهب

تفاقمت التوترات الجيوسياسية في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية على غزة، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 400 شخص. وتعتبر الأحداث في غزة مثالًا واضحًا على الظروف السياسية العالمية التي تدفع المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن. تاريخيًا، تُظهر المعادن النفيسة قوة كبيرة في أوقات الأزمات، ولهذا قفز الذهب بأكثر من 15% منذ بداية العام الجاري.

قرارات الفيدرالي الأمريكي وتأثيرها على الذهب

يتوقع المشاركون في الأسواق أن يحافظ الاحتياطي الفيدرالي على معدل الفائدة بين 4.25% و4.50%. يُعد هذا القرار حاسمًا لتحديد الاتجاه المستقبلي لأسعار الذهب. يُشار إلى أن الذهب يزدهر عادةً في بيئات اقتصادية ذات معدلات فائدة منخفضة. في الوقت نفسه، انخفضت أسعار المعادن الأخرى مثل الفضة، البلاتين، والبلاديوم، إذ تراجعت أسعار الفضة بنسبة 0.2% إلى 33.97 دولار، في حين بلغ سعر البلاتين 992.85 دولار وتراجع البلاديوم إلى 966.24 دولار.

بهذه التقلبات، تظل أسعار الذهب تحت الضوء مع استمرار الأزمات العالمية والقرارات الاقتصادية المؤثرة.