«اتفاق نووي» محتمل بين أمريكا وإيران هل يدفع أسعار النفط للتراجع؟

شهدت أسعار النفط انخفاضًا ملحوظًا خلال التعاملات الأخيرة، حيث سجل خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط تراجعًا واضحًا، متأثرة بعوامل متعددة أبرزها تقارير حول احتمالية التوصل إلى اتفاق نووي بين الولايات المتحدة وإيران، إلى جانب الإعلان عن زيادة مفاجئة في مخزونات النفط الخام الأمريكية، مما زاد من المخاوف بشأن وفرة المعروض النفطي على الصعيد العالمي.

أسعار النفط وتأثير العوامل الدولية

سجلت أسعار خام برنت تراجعًا بمقدار 1.49 دولار، أي ما يعادل انخفاضًا بنسبة 2.3%، ليلامس مستوى 64.60 دولارًا للبرميل، في حين شهد خام غرب تكساس الوسيط انخفاضًا مشابهًا بقيمة 1.46 دولار، بنسبة 2.3%، ليصل سعر البرميل إلى 61.69 دولارًا، الجدير بالذكر أن الأسعار قد شهدت هبوطًا بنحو 0.8% خلال جلسة التداول السابقة، وهو ما يعكس تقلبات السوق الناجمة عن التوترات الجيوسياسية والمعلومات الاقتصادية المتاحة.

اتفاق نووي مرتقب وإمدادات النفط العالمية

أثارت تقارير إعلامية حول الاستعداد الإيراني للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة مقابل رفع العقوبات الاقتصادية حالة من الترقب في الأسواق العالمية، إذ أثرت التوقعات المتعلقة بضخ مزيد من النفط الإيراني سلبًا على الأسعار، وفي هذا السياق، أشار مسؤول إيراني في مقابلة مع شبكة أمريكية إلى أن الصفقة قد تكون قريبة، ما يزيد من احتمالات زيادة الإمدادات، وعلى الرغم من ذلك، أكدت السعودية دعمها للمفاوضات الجارية بين الطرفين، متمنية أن تسفر عن نتائج إيجابية تسهم في استقرار المنطقة.
في المقابل، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات جديدة استهدفت جهود إيران لتطوير قدراتها الصاروخية، إضافة إلى شبكة شركات متورطة في تسهيل صادرات النفط الإيراني إلى الصين، ما يعكس استمرار التوترات بين واشنطن وطهران رغم المفاوضات.

ارتفاع المخزونات الأمريكية وتأثيرها على السوق

أظهرت بيانات رسمية زيادة غير متوقعة في المخزونات الأمريكية، حيث ارتفعت بمقدار 3.5 مليون برميل لتصل إلى 441.8 مليون برميل في الأسبوع المنتهي بتاريخ التاسع من مايو، بينما كانت التوقعات ترجح انخفاضًا قدره 1.1 مليون برميل، وأضاف معهد البترول الأمريكي إلى هذا الزخم بإعلانه عن زيادة قدرها 4.3 مليون برميل خلال الفترة نفسها، مما ساهم في تزايد ضغوط البيع بالسوق.
يتوقع المحللون أن تستمر السوق ضمن نطاق تداول يتراوح بين 55 و65 دولارًا للبرميل في الفترة المقبلة، مع احتمالية كسر هذا النطاق في حال ظهور أحداث جيوسياسية مفاجئة قد تؤثر على معادلة العرض والطلب.

أوبك وسياسات الإمداد التدريجي

تواصل منظمة أوبك وشركاؤها في تحالف “أوبك+” تنفيذ سياسة الإمداد التدريجي للسوق، حيث تسعى إلى تلبية الطلب العالمي المتزايد مع تفادي حدوث تخمة في المعروض، وفي الوقت ذاته، خفضت المنظمة توقعاتها للنمو في إمدادات الدول المنتجة للنفط خارج التحالف خلال العام الجاري، لتعيد النظر في استراتيجياتها وفقًا للتطورات الاقتصادية العالمية.