«هبوط عنيف» سعر أونصة الذهب يلامس أدنى مستوى هل تصل إلى 3000 دولار

انخفضت أسعار الذهب إلى أدنى مستوياتها خلال أكثر من شهر، بعد افتتاحها على ارتفاع طفيف لكنها لم تستمر طويلاً وعادت للتراجع بشكل كبير، مما أدى إلى استمرار تراجع سوق الذهب بشكل ملحوظ منذ بداية الأسبوع، ويعتبر الذهب اليوم الأقل استقراراً ضمن السلع، حيث تعرض لضغوط كبيرة نتيجة التطورات الاقتصادية العالمية وتزايد شهية المخاطرة بين المستثمرين.

أسعار الذهب اليوم

شهدت أسعار الذهب في المعاملات الفورية انخفاضاً بنسبة 1.2% بما يعادل حوالي 38 دولاراً للأونصة لتصل إلى مستوى 3140 دولاراً للأونصة، أما في العقود الأميركية الآجلة تسليم يونيو، انخفضت بنسبة 1.6% لتسجل 3139 دولاراً، وهو الأدنى منذ أوائل الشهر الماضي، هذا الهبوط جاء بعد خسارة الذهب لأكثر من 2% يوم الأربعاء نتيجة تحسن المزاج التجاري الذي قلل من الاعتماد على المعدن الأصفر لصالح الأصول ذات العوائد المرتفعة، ورغم هذا التراجع، فإن الذهب قد سجل مكاسب سنوية تتجاوز 19% منذ بداية العام، لكنه لا يزال متراجعا عن الذروة التاريخية الأخيرة التي تجاوزت 3500 دولاراً للأونصة في الشهر الماضي.

توقعات أسعار الذهب

خفض بنك “سيتي غروب” توقعاته لمتوسط أسعار الذهب خلال الأشهر الثلاثة القادمة إلى 3150 دولاراً للأونصة بعد أن كانت التوقعات تشير إلى احتمالية بلوغ مستويات أعلى، وتتوقع تحليلات البنك أن سعر الذهب سيتراوح بين 3000 و3300 دولار خلال المستقبل القريب، ويرى المحللون أن السوق يمر بمرحلة تصحيح سعرية بعد النمو الكبير الذي شهده الذهب في وقت سابق من هذا العام، ومع ذلك، فإن الذهب يظل أحد الأصول الآمنة المفضلة بسبب استمرار حالة الضبابية الاقتصادية عالمياً وزيادة طلب البنوك المركزية للذهب.

العوامل المؤثرة على الذهب

هناك عدة عوامل تتحكم بشكل أساسي في تحركات أسعار الذهب اليوم، ومنها بيانات اقتصادية هامة قيد الإصدار ستؤثر على توجه السياسات النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، وتشمل هذه البيانات معدلات الشكاوى من البطالة، متوسط طلبات إعانة البطالة على مدى أربعة أسابيع، ومؤشرات مثل فيلادلفيا للصناعات التحويلية ومبيعات التجزئة، كما تلعب توقعات خفض أسعار الفائدة بالولايات المتحدة دوراً رئيسياً في دعم أسعار الذهب، خاصة إذا قرر الفيدرالي الاستمرار في خفض الفائدة لجذب المزيد من الاستثمارات المحلية وتحفيز النمو الاقتصادي.

أداء الذهب مقابل الضبابية السياسية

لطالما كان الذهب هو الملاذ الآمن خلال فترات عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي، ومع ارتفاع احتمالات استمرار التوترات التجارية بين الدول الكبرى وتزايد الرسوم الجمركية، إضافة إلى عدم وضوح السياسات النقدية لدى بعض البنوك المركزية، يبقى الذهب الخيار المثالي للتحوط، وتاريخياً، يظهر أن الذهب ينتعش عادةً عندما تكون الفوائد منخفضة بشكل كبير، لذلك يتوقع المحللون استمرار وجود عوامل الدعم المرتبطة بالضبابية العالمية مما يحافظ على بقاء الذهب في دائرة الاهتمام رغم التراجع الأخير.