«عودة الحسم العسكري» هل تكون الخيار الأخير لإنهاء الأزمة الراهنة؟

يواجه الملف اليمني في الآونة الأخيرة تصعيدًا جديدًا قد يدفع بخيار الحسم العسكري إلى الواجهة، حيث تُعتبر الأزمة اليمنية إحدى أكثر القضايا تعقيدًا في المنطقة العربية، ويرى خبير إدارة الأزمات الدكتور عبد العزيز السقاف أن تعثر المفاوضات الأمريكية الإيرانية حول البرنامج النووي الإيراني قد يجعل اليمن ساحة لتصعيد قد يتضمن عودة العمل العسكري، خاصة مع استمرار تجاهل الولايات المتحدة لهذا الملف خلال مباحثاتها الإقليمية الأخيرة.

الحسم العسكري في اليمن: كيف يمكن أن يتجدد؟

تشير تحليلات حديثة إلى أن خيار الحسم العسكري قد يظهر مجددًا في حال فشل المساعي الدبلوماسية مع إيران، حيث أوضح الدكتور السقاف أن الولايات المتحدة يمكن أن تقوم بتشديد العقوبات الاقتصادية على طهران للضغط عليها، وبالتوازي قد تُفعّل الخيار العسكري ضد جماعة الحوثي في اليمن بوصفهم أحد أذرعها البارزة في المنطقة، غياب استراتيجية أمريكية واضحة يؤثر بشكل كبير على مسار الأزمة اليمنية ومصير الحل السياسي، وهو ما يعيد الحديث عن تدخل عسكري حاسم قد يغير موازين القوى على الأرض.

تأثير المفاوضات الأمريكية الإيرانية على الأزمة اليمنية

تعتمد الأوضاع في اليمن بشكل مباشر على تطورات المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران حول البرنامج النووي الإيراني، وتعثر هذه المفاوضات يزيد من احتمالات التصعيد في المنطقة عسكريًا وسياسيًا، فقد أفاد الدكتور السقاف بأن إيران قد تستخدم الحوثيين كمصدر ضغط في ظل محاولات واشنطن لتقليص نفوذها، في المقابل قد تتجه الولايات المتحدة إلى تعديلات في استراتيجيتها عبر تنفيذ ضربات عسكرية أو دعم واضح للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا لاستعادة السيطرة على المناطق الخاضعة للحوثيين.

غياب الملف اليمني عن المباحثات الأمريكية

يضاف إلى تعقيدات الوضع الحالي أن الملف اليمني غُيّب تمامًا عن مباحثات الرئيس الأمريكي السابقة مع القادة الإقليميين، وفقًا لما صرح به الدكتور السقاف، وهو ما يعكس غياب خطة واضحة لدعم الحكومة اليمنية ضد الحوثيين الذين يسيطرون على أجزاء كبيرة من البلاد، في ظل هذا الغياب يبدو أن الولايات المتحدة تعطي الأولوية لملفات أخرى، ما يثير تساؤلات حول مدى استعدادها لاتخاذ خطوات حاسمة في اليمن، بما في ذلك الحسم العسكري.

أسباب تعثر الحلول السياسية في اليمن

  • عدم وجود دعم دولي كافٍ للحكومة اليمنية الشرعية
  • تعثر الجهود الدبلوماسية والاعتماد على الخطاب السياسي وحده دون تطبيق عملي
  • تمويل إيران لجماعة الحوثي واستغلالها كأداة للنفوذ الإقليمي
  • ضعف التنسيق بين الأطراف الدولية والإقليمية المؤثرة في الأزمة اليمنية
  • حالة التشبع لدى المجتمع الدولي من الأزمات المستمرة والمتعددة في المنطقة

دور المجتمع الدولي في أزمة اليمن

لا يمكن فصل مستقبل الأزمة اليمنية عن التحرك الدولي الجاد، حيث يجب على القوى الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة أن تعيد الملف اليمني إلى أجندتها، وتسعى لاتخاذ خطوات فاعلة للحسم، سواء عبر تعزيز العقوبات الاقتصادية على إيران لدفعها لتغيير استراتيجيتها، أو عبر تنفيذ تدخل عسكري محدود يستهدف تغير موازين القوى لصالح استعادة الاستقرار في اليمن، الجماعة الحوثية تبقى المعوق الأكبر أمام أي حلول دائمة، خاصة في ظل تمويلها ودعمها المستمر من إيران.