«تراجع الذهب» هل انحسار مخاوف حرب الرسوم الأمريكية الصينية السبب الرئيسي؟

هبط سعر الذهب إلى أدنى مستوياته خلال أكثر من شهر، وهو ما يعكس تراجع التوترات الناتجة عن الحرب التجارية العالمية، مع انخفاض الطلب على الذهب كملاذ آمن من قبل المستثمرين. وتراجع سعر الذهب الفوري بنسبة 1% ليصل إلى حوالي 3150 دولارًا للأوقية، مما أدى إلى ظهور توجهات جديدة في الأسواق العالمية للاستثمار.

تراجع سعر الذهب وأثر تحسن العلاقات التجارية

التطور الملحوظ في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين أسهم في زيادة الطلب على الأصول ذات المخاطر الأعلى والتي شهدت انتعاشًا كبيرًا في أسعارها مؤخرًا، حيث أشار البيت الأبيض إلى الإعلان عن صفقات استثمارية يزيد مجموعها عن 243.5 مليار دولار بين الشركات الأمريكية وقطر، مما يبشر بتعهدات استثمارية تلامس 1.2 تريليون دولار من الدولة الخليجية. هذه المؤشرات الإيجابية تعزز معنويات المستثمرين وتوجهاتهم بعيدًا عن الذهب كملاذ آمن.

هدنة تجارية بين أمريكا والصين وتأثيرها على السوق

مع تحقيق هدنة الرسوم الجمركية بين أمريكا والصين خلال عطلة نهاية الأسبوع، وافقت الصين على تعليق الحظر التجاري والاستثماري الذي كان مفروضًا على أكثر من اثنتي عشرة شركة أمريكية. هذا الاتفاق أدى إلى تهدئة الأسواق المالية وأسهم في زيادة التفاؤل بنمو التبادلات التجارية بين الجانبين. تأثير هذه الهدنة انعكس بوضوح في انخفاض معنويات القلق التي كانت تدفع أسعار الذهب للارتفاع سابقًا.

انخفاض أسعار الذهب وتأثير معنويات المخاطرة

وفقًا لتصريحات رئيس استراتيجية السلع الأساسية في “ساكسو بنك”، أولي هانسن، فإن التحسن في معنويات المخاطرة قد قلل من جاذبية الذهب لدى المستثمرين خلال الوقت الراهن. كما تظهر البيانات انخفاضًا بنسبة 2% في سعر الذهب الفوري ليصل إلى 3185 دولارًا للأونصة في منتصف اليوم بتوقيت نيويورك. ورغم انخفاض الذهب، لا تزال القيمة الإجمالية له مرتفعة بأكثر من 20% لهذا العام، حيث بلغ مستويات قياسية عند 3500 دولار للأونصة في وقت سابق من أبريل.

الفضة والمعادن الثمينة الأخرى تحت ضغوط السوق

لم يكن الذهب المعدن الوحيد الذي شهد تراجعًا في الأسعار، بل تراجعت أيضًا أسعار الفضة والبلاتين والبلاديوم خلال الفترة نفسها. ويأتي تأثير الضغوط على هذه المعادن بالتزامن مع انخفاض مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري الذي ظل مستقرًا نسبيًا. كما أثرت التوقعات بتحسن الاقتصاد العالمي على تقليل الطلب على هذه الملاذات التقليدية وسط السوق العالمية.

توازن السوق بين المخاطر والتوجه الاستثماري

من الواضح أن الأسعار الحالية للذهب تتعرض لضغوط مستمرة منذ بداية الهدنة التجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم. لذا، تبقى السوق في توازن حساس بين توجهات الاستثمار في الأصول عالية المخاطر وقيمة الذهب كملاذ آمن في أوقات الأزمات. وبالرغم من تحسن المؤشرات الاقتصادية وهدوء التوترات التجارية، يظل الذهب سلعة رئيسية في مزيج خيارات الاستثمار المرتقب.