«تراجع مفاجئ» للذهب مع ارتفاع آمال التفاؤل بشأن مستقبل التجارة

انخفضت أسعار الذهب بشكل كبير مؤخرًا لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من شهر، ويأتي هذا الانخفاض نتيجة تفاؤل عالمي بالأوضاع التجارية الذي دفع المستثمرين للابتعاد عن الاستثمار في المعدن النفيس، يعتبر الذهب من أبرز المعادن النفيسة التي يتم تداولها عالميًا، حيث يلجأ إليه المستثمرون عادة كملاذ آمن في فترات الأزمات السياسية والاقتصادية.

سبب تراجع أسعار الذهب عالميًا

شهدت الأسواق العالمية موجة من التوجهات الإيجابية بعد التقارب التجاري بين الولايات المتحدة والصين، حيث أعلنت الدولتان اتفاقًا جديدًا لخفض الرسوم الجمركية بشكل كبير، كما أقر الطرفان تعليقًا مؤقتًا لبعض الإجراءات التجارية لمدة 90 يومًا لتحديد تفاصيل الاتفاقات المستقبلية، أدى هذا التفاؤل التجاري إلى إتاحة فرص استثمارية جديدة في الأسواق المالية مما جعل الذهب يتراجع كخيار جذاب للاستثمار.

أسعار الذهب والمعادن النفيسة

في المعاملات الفورية، انخفض سعر الذهب بنسبة 2.1% ليصل إلى 3180.29 دولار للأوقية، وهو أدنى سعر منذ 11 أبريل، كما هبطت العقود الآجلة للذهب بنسبة مشابهة لتسجل 3184.20 دولار للأوقية، ورغم هذه التراجعات، كان المعدن النفيس قد وصل إلى أعلى مستوياته في الشهر الماضي حيث سجل 3500.05 دولار للأوقية، وبالنسبة للمعادن الأخرى، انخفضت الفضة بنسبة 1.9%، فيما تراجعت أسعار البلاتين والبلاديوم بنسب أقل.

تصريحات حول مستقبل تجارة الذهب

أوضح تاي وونغ أحد المتعاملين المستقلين في أسواق المعادن، أن الانخفاض الأخير في أسعار الذهب يأتي نتيجة تصحيحات في الأسواق بسبب التفاهمات التجارية الأخيرة، وأكدت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مقابلة أنه متفائل بمد جسور تعاون تجاري أوسع مع الصين، وأشار إلى احتمال وجود اتفاقيات مماثلة مع دول مثل الهند واليابان وكوريا الجنوبية، هذه التحركات دفعت بتوقعات إيجابية للقطاعات التجارية عمومًا ما أثر بشكل مباشر على أسعار الذهب.

أهمية البيانات الاقتصادية في التأثير على أسعار الذهب

تترقب الأسواق العالمية بيانات مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة، والتي من المتوقع صدورها قريبًا، يأتي ذلك بعد صدور بيانات استهلاكية أضعف من المتوقع مما يجعل المستثمرين يتوقعون تراجعًا في سياسة رفع أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأمريكي، الجدير بالذكر أن انخفاض أسعار الفائدة يشكل عاملًا إيجابيًا للذهب لأنه لا يحقق عوائد مباشرة ولكنه يحتفظ بقيمته في مواجهة التضخم.

دور الذهب كملاذ آمن

رغم التقلبات الأخيرة، يظل الذهب خيارًا رئيسيًا للعديد من المستثمرين كملاذ آمن في أوقات الأزمات، حيت ارتفعت قيمته خلال العام بنسبة 21.2%، مما يعكس أهمية المعدن النفيس في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، تستمر العوامل الاقتصادية والجيوسياسية في تحديد أسعار الذهب التي ترتبط بتغيرات الثقة والاستقرار في الأسواق المالية.