«زلزال القاهرة» يفجّر موجة تفاعل كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي

شهدت القاهرة الكبرى وبعض المحافظات المصرية هزة أرضية في الساعات الأولى من صباح الأربعاء الماضي، أثارت الهزة الأرضية قلق المواطنين الذين شعروا بها وتفاعلوا مع الحدث بشكل كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا الزلزال هو جزء من النشاط الزلزالي الذي تشهده منطقة البحر الأبيض المتوسط والمناطق المحيطة بها، مما يعكس أهمية الوعي بالكوارث الطبيعية وانعكاسها على المجتمعات.

تفاصيل زلزال القاهرة وتأثيراته

كشف المعهد القومي للبحوث الفلكية أن زلزال القاهرة كان ناجمًا عن نشاط زلزالي شرق البحر المتوسط بالقرب من جزيرة كريت اليونانية، وقد بلغت قوته 6.4 درجة على مقياس ريختر، شعر به سكان مصر، بالإضافة إلى اليونان وفلسطين وإسرائيل ومناطق أخرى، حسبما أفادت الشبكة القومية لرصد الزلازل، فإن موقع الزلزال كان على بعد 631 كيلومترًا شمال مدينة رشيد، مما أتاح الفرصة لتقليل التأثير المباشر على المناطق السكنية، إلا أن الشعور بالهزة الأرضية أحدث تأثيرًا نفسيًا واضحًا لدى السكان.

أهمية الشبكة القومية لرصد الزلازل في مصر

تلعب الشبكة القومية للزلازل دورًا محوريًا في تحليل النشاط الزلزالي بمصر والمنطقة، إذ تُعد مصر من الدول الرائدة في رصد الزلازل بفضل وجود أكثر من 70 محطة رصد منتشرة في مواقع استراتيجية، تسمح هذه البنية التحتية المتطورة برصد الهزات الأرضية بدقة عالية حتى وإن كانت قوتها منخفضة، وأشارت الشبكة إلى أن الخريطة الزلزالية لمصر تفيد بأنها بعيدة عن الأحزمة الزلزالية العالمية، إلا أن قربها من مناطق زلزالية نشطة مثل خليج العقبة وخليج السويس يجعلها عرضة أحيانًا لزلازل معتدلة.
من اللافت أن النشاط الزلزالي بمصر غالبًا ما يكون غير مدمر بفضل الإجراءات الوقائية والبنية التحتية الحديثة التي تقلل من الأضرار المحتملة، ومع ذلك، تبقى التوعية المجتمعية ومتابعة معايير البناء هي أمور بالغة الأهمية في مواجهة هذه الظواهر الطبيعية.

تاريخ مصر في رصد الزلازل

تمتلك مصر تاريخًا طويلًا في رصد الزلازل يعود إلى أكثر من 150 عامًا، بالإضافة إلى أرشيف زلزالي يمتد لآلاف السنين منذ عهد الحضارة المصرية القديمة، وتعكس هذه الخبرة الطويلة التزام مصر بتطوير التقنيات والأنظمة المستخدمة لتسجيل وتحليل الزلازل بدقة، فقد بات بالإمكان رصد الزلازل حتى وإن كانت قوتها أقل من الصفر على مقياس ريختر، وهذا يُظهر التطور في قدرات الرصد والاستجابة.

تعاون مصر مع المؤسسات العالمية وشبكات الرصد الزلزالي الإقليمية يساهم في تحسين قدرة البلاد على مواجهة النشاط الزلزالي، كما يعزز دورها كبوابة علمية في منطقة الشرق الأوسط، مما يساعد على حماية السكان وتقليل المخاطر البيئية الناتجة عن الزلازل.

إن الاهتمام المستمر بتطوير البنية التحتية وتعزيز وعي المجتمع بأهمية الالتزام بمعايير السلامة يمثل خطوة أساسية في التخفيف من تأثير الكوارث الطبيعية المحتملة في المستقبل.