«انهيار تاريخي».. أسعار الذهب تهبط بقوة مع الانفراجة التجارية بين أمريكا والصين

شهدت أسعار الذهب يوم الأربعاء تراجعًا حادًا على المستوى العالمي، حيث أكد سامح عبد الحكيم، عضو شعبة الذهب بالغرفة التجارية، انخفاض سعر الذهب الفوري بنسبة 2% ليستقر عند 3184 دولارًا للأوقية مقارنة بذروته السابقة التي جاوزت 3500 دولار. هذا التراجع جاء بفعل عدة عوامل اقتصادية وسياسية، أبرزها تحسن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وانحسار التوترات الدولية.

أسعار الذهب العالمية تنخفض بشكل مفاجئ

أشار سامح عبد الحكيم بأن السبب الرئيسي وراء انخفاض أسعار الذهب عالميًا يعود إلى تراجع الطلب على الملاذات الآمنة، إذ ارتفعت شهية المستثمرين للأصول ذات المخاطر؛ مدفوعة بانحسار الحرب التجارية بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم، الولايات المتحدة والصين، كما أن الأسواق تترقب إعلان بيانات التضخم الأمريكية التي قد تُحدث تغييرات في توجهات السياسة النقدية الصادرة عن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وهذا الأمر يجعل المستثمرين أقل إقبالًا على شراء الذهب، مما يتسبب في تراجع الأسعار عالميًا بشكل ملحوظ.

أسعار الذهب في مصر: التوجه المحلي

على الصعيد المحلي، تأثرت أسعار الذهب في مصر بأداء السوق العالمي، حيث شهد الماء الأصفر الثمين انخفاضًا واضحًا، سجل خلالها جرام الذهب عيار 24 نحو 5205 جنيهات للجرام، في حين وصل سعر عيار 21 الأكثر تداولًا بين المصريين إلى 4555 جنيهًا، أما عيار 18 فقد بلغ سعره 3904 جنيهات، وعيار 14 وصل إلى 3036 جنيهًا، تعتبر هذه الانخفاضات فرصة أمام المستثمرين المحليين لإعادة التفكير في استراتيجيات الاستثمار، خاصةً مع الاستقرار النسبي في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه.

عوامل تؤثر على أسعار الذهب محليًا وعالميًا

تتداخل العديد من العوامل لتحديد أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية، من ضمنها أسعار الفائدة العالمية المعلنة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، التغيرات في سياسات البنوك المركزية العالمية، التوترات الجيوسياسية وحالة الأسواق الناشئة، إضافة إلى سعر صرف الدولار الذي يُعد مؤثرًا حاسمًا في الأسواق المحلية مثل مصر، حيث ينعكس تغير سعر الدولار بشكل مباشر على تكلفة استيراد الذهب، وهو ما يؤدي إلى تقلبات مستمرة في سعر المعدن الأصفر داخل السوق المصرية.

في النهاية، يعتبر الذهب من أصول الاستثمار الآمنة والمفضلة في ظل التوترات السياسية والاقتصادية، إلا أن الأسواق تشهد تقلبات كبيرة بشكل دائم، ما يجعل من الضروري متابعة الأحداث الاقتصادية عن كثب لاتخاذ قرارات استثمارية رشيدة، ويدرك المستثمرون المحليون أن ربط السوق المحلية بالسوق العالمية يجعل السوق المصرية تتأثر بكافة الأزمات أو التغيرات المفاجئة التي تطرأ على الأسواق العالمية.