«زلزال قوي».. البحوث الفلكية تكشف سبب الشعور العنيف الذي استمر 20 ثانية

شهدت مصر صباح اليوم الأربعاء زلزالاً جديداً تمركز بالقرب من جزيرة كريت بالبحر المتوسط، حيث تأثرت به العديد من المناطق، وقد أبرز صلاح الحديدي، أستاذ الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، تفاصيل مثيرة حول هذه الظاهرة الطبيعية التي تحدث نتيجة اصطدام الصفائح الأرضية، مما يثير قلق السكان خصوصاً في المناطق الطينية ذات التربة الحساسة.

أسباب الزلزال وتأثيراته وفق تصريحات أستاذ الزلازل

أكد الدكتور صلاح الحديدي، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج “على مسئوليتي” على قناة صدى البلد، أن الزلازل تُعتبر ظاهرة طبيعية لا يمكن التحكم بها أو منعها، وتحديداً في المناطق القريبة من الحدود النشطة للحركة التكتونية، مثل منطقة جزيرة كريت وجزيرة اليونان، حيث يحدث تصادم الصفائح التكتونية بين الصفيحة الأفريقية والصفيحة الأوروبية، مما يؤدي إلى حدوث الهزات الأرضية. وأوضح الحديدي أن الزلزال الأخير استمر نحو 20 ثانية فقط، وأنه يعد متوسط القوة على مقياس ريختر، لكنه كان محسوساً بوضوح في مصر بسبب طبيعة التربة الطينية في منطقة دلتا النيل؛ فهذه التربة تعمل على تضخيم الموجات الزلزالية وجعلها أكثر تأثيراً.

كيف نستعد للتعامل مع الزلازل

شدد الأستاذ صلاح الحديدي على أهمية اتخاذ الاحتياطات أثناء حدوث الزلزال للحفاظ على السلامة، حيث يجب على الأشخاص التحلي بالهدوء والثبات الانفعالي لتجنب التصرفات المتهورة، وأوصى بضرورة النزول سريعاً تحت أي منضدة أو سطح صلب لحماية الرأس والجسم من أي سقوط محتمل للأغراض. كما أشار إلى أن الزلازل عادة ما تكون مصحوبة بتوابع أقل قوة، وهذه توابع الزلزال لا تشكل خطراً كبيراً، لكنها قد تكون مخيفة للبعض، لذا فإن نشر الوعي حول كيفية التعامل مع هذه الظواهر يعد أمراً ضرورياً.

منطقة المتوسط ومخاطر الزلازل المتكررة

تعد منطقة البحر المتوسط واحدة من أكثر المناطق نشاطاً على مستوى العالم من حيث الزلازل، ويرجع ذلك إلى الحركة المستمرة للصفائح التكتونية التي تنشط تحت الأرض في هذه المنطقة، ويجب على السكان في مصر والمناطق المجاورة توخي الحذر دائماً نظراً لأن الزلازل في بعض الأحيان قد تأتي بقوة واندفاع غير متوقع. ومن الجدير بالذكر أن الزلازل التي تنشأ في هذه المنطقة لا تؤثر فقط على المناطق القريبة، بل قد تصل تأثيراتها إلى مناطق بعيدة بفضل تشكل موجات زلزالية قوية تنتقل عبر الطبقات الأرضية المختلفة. فيما يلي جدول يلخص حقائق الزلزال الأخير:

ختاماً، يشدد الخبراء على أن انتشار الوعي بآليات التعامل مع الزلازل يسهم في تقليل الخسائر التي قد تحدث، كما أن دعم مشروعات أبحاث الزلازل يعتبر جزءاً أساسياً في مساعدة الدول على التنبؤ بالظواهر الطبيعية وتحجيم تأثيراتها.