«انخفاض تاريخي» للذهب مع تزايد التفاؤل بشأن تحسن التجارة العالمية

شهدت أسعار الذهب تراجعًا كبيرًا اليوم مسجلة أدنى مستوياتها في أكثر من شهر مما يعكس مدى التأثير السلبي لعوامل التفاؤل التجاري بين الولايات المتحدة والصين، حيث دفع هذا العامل المستثمرين إلى ابتعادهم عن الأصول الآمنة كالذهب، وزاد من شهية المخاطرة في الأسواق، مما يشير إلى احتمالية تغيّر أسواق المعادن النفيسة في المستقبل القريب.

تراجع أسعار الذهب اليوم يعكس تأثير التفاؤل التجاري

انحدرت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 2.1 بالمائة لتصل إلى 3180.29 دولار للأوقية، وهو أدنى مستوى منذ 11 أبريل، حيث سجلت مستويات أقل عند 3174.62 دولار في وقت سابق من الجلسة، كما تراجعت العقود الآجلة للذهب بالولايات المتحدة بنسبة 2 بالمئة لتبلغ 3184.20 دولار، يأتي هذا التراجع نتيجة لقبول واسع لخفض الرسوم الجمركية بين واشنطن وبكين، مما دعم معنويات المستثمرين ورفع الاهتمام بالأصول ذات المخاطر الأعلى، إذ أدى الاتفاق المشترك إلى تحقيق قفزة في مؤشرات وول ستريت الرئيسية التي أظهرت ارتفاعًا مع بدء التعاملات.

بين الولايات المتحدة والصين: ماذا وراء انخفاض الذهب؟

الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين يأتي بعد موافقتهما على خفض كبير في الرسوم الجمركية، مع تطبيق تعليق للرسوم لمدة 90 يومًا، هذه الخطوة عززت الثقة بالتوصل إلى تفاهم طويل الأجل؛ كما صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه ينوي التواصل المباشر مع نظيره الصيني شي جين بينغ لإتمام التفاصيل النهائية، ليس ذلك فحسب، بل أشار ترامب إلى مفاوضات واتفاقيات محتملة تشمل الهند واليابان وكوريا الجنوبية، هذا التفاؤل انعكس سلبًا على أسعار الذهب، باعتبار الأخير ملاذًا آمنًا يعزى لجاذبيته خلال الأزمات السياسية والاقتصادية.

المستقبل المتوقع لأسواق الذهب والمعادن النفيسة

رغم الهبوط الحالي، بلغ سعر الذهب الشهر الماضي أعلى ذرواته عند 3500.05 دولار، بزيادة بلغت 21.2 بالمئة منذ بداية هذا العام، ويراقب المستثمرون عن كثب بيانات مؤشر أسعار المنتجين الأمريكية المنتظر صدورها غدًا، بهدف تقييم توجهات “مجلس الاحتياطي الفيدرالي” حول أسعار الفائدة، حيث أن تخفيض الفائدة يزيد من جاذبية الذهب كاستثمار، أما بشأن المعادن الأخرى فقد انخفضت الفضة بنسبة 1.9 بالمئة لتسجل 32.27 دولار، بينما شهد البلاتين انخفاضًا بنسبة 0.8 بالمئة وبلغ 980.21 دولار، أما البلاديوم فهبط بنسبة 0.6 بالمئة ليصل إلى 950.70 دولار. تشكل هذه المؤشرات بيئة اقتصادية متغيرة تتأثر بشكل كبير بالآثار الجيوسياسية والاقتصادية المتواصلة.