«القلق» يجتاح «السوشيال ميديا» بعد انتشار التوابع وسط موجة من التندر

في الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء، شعر المصريون بهزة أرضية قوية أثارت جدلاً وتفاعلاً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث سادت حالة من القلق بين المواطنين، بينما لجأ البعض إلى السخرية لتحويل الحدث إلى مادة للنقاش بأسلوب فكاهي، وسرعان ما تحوّل السؤال “حسيت بالزلزال؟” لأكثر الأسئلة تداولاً بين المصريين، بصعود هاشتاغات مثل #الزلزال و#الهزة_الأرضية.

أسباب قوة زلزال مصر وتأثيراته

وفقاً لبيانات الشبكة القومية لرصد الزلازل التابعة للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، فإن الهزة الأرضية التي شعر بها المصريون وقعت عند الساعة الواحدة و51 دقيقة صباحاً واستمرت لنحو 20 ثانية، حيث بلغت قوتها 6.4 درجة على مقياس ريختر وحدثت على عمق 76 كيلومتراً جنوب جزيرة كريت بالبحر الأبيض المتوسط، وهو السبب الرئيسي لشعور سكان مناطق شاسعة في مصر بالاهتزاز، خاصة في محافظات الدلتا، نتيجة لطبيعة التربة الطينية التي تسهم في نقل الموجات الزلزالية بسهولة.

كانت الهزة كبيرة بما يكفي لإشعار الناس بالقلق، ولكن بحسب تصريحات المعهد القومي، لم تُسجل خسائر في الأرواح أو الممتلكات، حيث تم التأكيد على استبعاد حدوث زلزال قوي آخر خلال الساعات المقبلة. لم يتوقف الأمر عند هذا، حيث تابعت الشبكة القومية تسجيل هزتين ارتداديتين بقوة متفاوتة بعد الزلزال الأساسي، مما ساهم في استمرار النقاشات الحادة بين المواطنين حول خطورة الوضع.

تفاعل المواطنين مع زلزال الهزة الأرضية

التفاعل الشعبي مع الزلزال كان لافتاً، حيث توجّه الآلاف لمشاركة تجاربهم على منصات فيسبوك وتيك توك وحتى تويتر إكس، وتنوّعت المشاركات بين مشاعر الخوف والتوتر وأخرى تناولت الحدث بأسلوب فكاهي، واستخدم البعض تعليقات ساخرة وكوميكس لشرح ما مروا به، في حين فضلت فئة التعبير بأسلوب جاد، من خلال توثيق لحظة شعورهم بالهزة بمقاطع فيديو وصور لمناظر الشوارع خلال وقوع الزلزال.

المقارنة بين زلزال 1992 والزلزال الأخير برزت أيضاً كجزء من النقاش، حيث استعادت الجماهير ذكريات الهزة التي خلفت مئات الوفيات وآلاف المصابين آنذاك، ولكن تطورات التكنولوجيا اليوم أسهمت في تقليل التأثيرات السلبية عن طريق المتابعة الفورية وتقديم إرشادات السلامة.

التوعية وأهمية متابعة البيانات الرسمية بعد الهزة الأرضية

نصح المعهد القومي للبحوث الفلكية المواطنين بعدم الاكتراث بالمعلومات غير الموثوقة وضرورة متابعة البيانات الرسمية فقط لتجنب الشائعات، مشيراً إلى أن التوابع تكون ضعيفة في الغالب وغير مؤثرة، ما يستوجب الاطمئنان وتجنّب الذعر غير المبرر. وأوضح علماء الزلازل أن الحفاظ على هدوء الأعصاب في مثل هذه المواقف ضروري، مع اتخاذ الإجراءات الوقائية من تجهيز المستلزمات الطارئة.

في النهاية، مثل هذه الظواهر الطبيعية تذكّر الجميع بأهمية العلم والبحوث في فهم البيئة المحيطة، مما يعزز اتخاذ خطوات واعية تهدف لتقليل الأضرار وحماية الأرواح، مع ضرورة التعلم من التجارب السابقة لتحسين التعامل مستقبلاً.