«المخابرات الأمريكية» تكشف أسرارًا خطيرة عن قادة الحوثيين وتحركاتهم الجديدة

تواجه الساحة السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط تغيرات متسارعة، كان آخرها إعلان الولايات المتحدة وقفًا مفاجئًا للغارات على جماعة الحوثي بعد سبعة أسابيع من التصعيد، هذا القرار جاء بعد تقارير استخباراتية أمريكية أكدت أن الحوثيين يسعون إلى تهدئة النزاع بسبب الضغط الكبير الناتج عن الحملة العسكرية، ونتجت عن هذا التطور خطوات دبلوماسية وتحركات لتهدئة الوضع في المنطقة.

التحول المفاجئ في الموقف الأمريكي تجاه الحوثيين

أعلنت الإدارة الأمريكية وقف الغارات العسكرية في السادس من مايو/ أيار، وذلك بعد التأكد من الإشارات التي أظهرتها جماعة الحوثي بالبحث عن مخرج من هذه المواجهة، حيث بدأت الجماعة، وفقًا لوكالة “رويترز”، التواصل مع شركاء واشنطن الإقليميين، ووفقًا لمسؤولين أمريكيين، فإن التحول جاء نتيجة الإرهاق الذي تسببت فيه الضربات الجوية المستمرة، مما جعل الحوثيين غير قادرين على مواجهة الحملة.

وصف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هذا القرار بالانتصار السياسي قبيل جولته الخليجية، حيث اعتبر أن الحملة العسكرية حققت أهدافها المرجوة، خاصة بعد التصعيد الحوثي منذ نوفمبر 2023، والذي شمل هجمات بواسطة صواريخ وطائرات مسيرة استهدفت سفنًا في البحر الأحمر، وتُرجّح هذه التطورات قدرة الحملة الأمريكية على إضعاف القدرات الحوثية بشكل كبير.

الدور الإيراني والمفاوضات السرية لإنهاء التصعيد

برز دور إيران كأحد الأطراف المؤثرة في المشهد اليمني، حيث كشفت مصادر أمريكية أن إيران دفعت الحوثيين للتفاوض مع واشنطن بهدف تهدئة التوترات وخفض الضغوط المتعلقة ببرنامجها النووي، وتسعى طهران لتخفيف العقوبات الأمريكية من خلال خلق أجواء إيجابية للتفاوض.

تولى الفريق الدبلوماسي للرئيس ترامب، بقيادة ستيف ويتكوف، الاتصالات مع الحوثيين عبر وسطاء؛ وقد شملت هذه المباحثات ممثل الجماعة محمد عبدالسلام، وأسفرت الجهود عن وضع إطار لاتفاق هدنة عشية الإعلان الرسمي، وقد استغل ترامب هذا التحول ليعزز صورته كرئيس قيادي قادر على تحقيق السلام.

الخسائر العسكرية والإنجازات الميدانية في الحملة على الحوثيين

الحملة الأمريكية لم تكن خالية من التكاليف، حيث بلغت خسائر واشنطن أكثر من مليار دولار، وشملت خسائر في الطائرات المسيرة والمقاتلات بالإضافة إلى حادثة إسقاط طائرة خلال الاشتباكات، ولكن مع ذلك، تمكنت القوات الأمريكية من تحقيق تأثير كبير على الحوثيين عبر استهداف منشآتهم الاستراتيجية.

وفقًا للبنتاغون، أسفرت الحملة عن تدمير منشآت قيادة ومخازن أسلحة ومراكز إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، وهو ما دفع المتحدث باسم البنتاغون كريس ديفاين للإعلان بأن حملة الردع نجحت في استعادة الهيبة الأمريكية وضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر، مما أعطى الولايات المتحدة اليد العليا في المفاوضات.

ومع انتهاء الحملة، يبقى التساؤل حول ديمومة هذا الاتفاق، في ظل احتمالات العنف المتجدد مع إسرائيل والتوترات الإقليمية المستمرة، ما يجعل الموقف مرهونًا بالتطورات القادمة ومدى التزام الأطراف المختلفة بالتعهدات المرتبطة بوقف إطلاق النار.