حظر DeepSeek في أمريكا: أسباب أمنية أم صراع تقني محتدم؟

أصدرت وزارة التجارة الأمريكية قرارًا هامًا بمنع موظفيها من استخدام التطبيق الصيني “DeepSeek” الذي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي على الأجهزة الحكومية. هذا التطبيق، الذي اكتسب شهرة كبيرة منذ إطلاقه، أصبح مؤخرًا هدفًا للنقد والمخاوف المتعلقة بالخصوصية وأمن البيانات مما أدى إلى اتخاذ السلطات الأمريكية هذا الإجراء الاحترازي.

أسباب حظر تطبيق DeepSeek

بحسب تقارير وكالة رويترز، جاء القرار استنادًا إلى مخاوف بشأن حماية أنظمة معلومات وزارة التجارة ومخاطر استخدام تطبيق زُعم أنه “مدعوم من الدولة الصينية”. وبناءً على ذلك تم حظر الوصول إلى تطبيق DeepSeek على جميع الأجهزة الحكومية. كما حذرت الوزارة من تنزيل أي محتوى متعلق بالتطبيق لمنع التعرض لأي اختراق أمني محتمل.
لم يتوقف تأثير القرار عند وزارة التجارة فقط، بل امتد ليشمل عدة ولايات أخرى مثل نيويورك وتكساس وفيرجينيا، التي قامت بدورها بحظر التطبيق. وتزايدت المطالبات من أعضاء الكونجرس والمدعين العامين للولايات بتشريع قوانين تطالب بحظر أدوات الذكاء الاصطناعي الصينية على الأجهزة الفيدرالية، خاصة في ظل تصاعد المخاوف من احتمالية استغلال تلك التطبيقات لخرق بيانات حساسة.

تداعيات ظهور تطبيق DeepSeek

ظهر تطبيق DeepSeek في يناير الماضي كواحد من نماذج الذكاء الاصطناعي المبتكرة والمفتوحة المصدر، ومثل تهديدًا كبيرًا للشركات الأمريكية الكبرى مثل OpenAI وGoogle. وحقق التطبيق نجاحًا فوريًا، حتى أنه تصدر متجر تطبيقات Apple، الأمر الذي تسبب في تراجع أسهم الشركات التكنولوجية الكبرى خلال تلك الفترة.
في المقابل، اتهمت OpenAI شركات الذكاء الاصطناعي الصينية مثل DeepSeek بسرقة التقنية واعتمادها على نماذجها الخاصة. ووصفت التطبيق بأنه “خاضع لسيطرة الدولة”، ما زاد الضغوط لحظره على جميع الأجهزة الفيدرالية، بما فيها أجهزة الحكومة والجيش والمخابرات الأمريكية.

مستقبل DeepSeek في ظل الحظر

يعتبر الحظر المفروض على DeepSeek مجرد بداية لمواجهة أوسع بين التقنيات الصينية والأمريكية. تعكس هذه القضية تصاعد التوترات التجارية والتكنولوجية بين البلدين، ما يثير تساؤلات حول تأثيرات هذا الحظر على سوق التكنولوجيا الذكية العالمية وعلى المنافسة المستقبلية بين الشركات الكبرى.