«توابع الزلزال».. تعرف على أسباب الهزات الارتدادية وطرق التعامل معها!

شهدت مصر صباح يوم الأربعاء 14 مايو 2025 زلزالًا واسع التأثير بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر، ما أثر على القاهرة والوجه البحري ومناطق الدلتا. تلى الهزة الرئيسية عدة هزات ارتدادية متفاوتة الشدة، مما زاد من المخاوف لدى السكان. وطرحت هذه الأحداث أسئلة عديدة حول طبيعة الزلازل وأسبابها، إضافة إلى أهمية الجاهزية لمواجهتها وتأثير التوعية المجتمعية في تقليل المخاطر.

ما هي توابع الزلزال وما أسباب حدوثها؟

توابع الزلزال، التي تُعرف باسم الهزات الارتدادية، هي ظاهرة طبيعية ترافق الزلزال الرئيسي نتيجة لتحركات الصفائح التكتونية وإعادة توزيع الضغوط في باطن الأرض. تحدث عادة في المناطق المحيطة بالنقطة التي شهدت الزلزال الأول، وتتسبب شدتها وتكرارها في استمرار حالة التأهب والخوف. تختلف قوة هذه التوابع بناءً على طبيعة الزلزال الأول وحجمه. بحسب قانون “أوموري” الذي طوره العالم الياباني، فإن وتيرة التوابع تقل تدريجيًا مع مرور الوقت.
تعتبر التوابع مصدر قلق عندما تُحدث أضرارًا إضافية للمباني المتصدعة مسبقًا أو عندما تسهم في انهيارات جديدة. لذا، فإن تقييم حالة المنشآت بعد الزلزال أمر بالغ الأهمية؛ فالأبنية الضعيفة قد لا تصمد أمام هزات أخرى حتى لو كانت خفيفة نسبيًا. ويتمثل الخطر الأكبر في المناطق ذات البنية التحتية غير المدروسة أو التي تعرضت لضعف الإنشاء.

كيف نقي أنفسنا من تأثيرات توابع الزلزال؟

تجنب مخاطر توابع الزلازل يتطلب اتخاذ خطوات عملية قبل وبعد وقوع الكارثة، بحيث يتم تقليل الخسائر في الأرواح والممتلكات. فيما يلي بعض الإجراءات الوقائية الفعالة:

  • البقاء على اطلاع دائم من خلال متابعة بيانات الجهات العلمية المختصة بنشاط الزلازل.
  • الابتعاد عن الأبنية التي تعرضت للتصدعات أو التضرر، والعمل على الإبلاغ عنها لتقييمها هندسيًا.
  • تجهيز حقائب طوارئ تشتمل على مستلزمات أساسية مثل مياه الشرب، الأطعمة المعلبة، الأدوية، أضواء الطوارئ وكشافات يدوية.
  • تهيئة خطة إخلاء واضحة يُراعى فيها سلامة أفراد الأسرة، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية أو التي تحتوي على مبانٍ مرتفعة.
  • تجنب البقاء بجوار النوافذ أو الأثاث غير المثبت بشكل جيد، لضمان تقليل مخاطر الإصابة.
  • المساهمة في نشر التوعية المجتمعية حول تصرفات السلامة، لضمان استعداد الجميع لمواجهة هذه المخاطر.

كما يجب تعزيز الإرشادات المجتمعية الخاصة بإدارة الأزمات عبر وسائل الإعلام والمدارس والمؤسسات المجتمعية للمساهمة في خلق مجتمع أكثر مقاومة للكوارث الطبيعية.

الدروس المستفادة من زلزال اليوم في مصر

زلزال مايو 2025 الذي ضرب مصر يُبرز أهمية تعزيز الجاهزية للكوارث الطبيعية، حتى في المناطق التي لا تُعد ضمن المناطق النشطة زلزاليًا. كشف هذا الحدث عن ضرورة تطوير خطط الطوارئ، وزيادة وعي الأفراد حول كيفية التصرف خلال الكوارث. كما تجلى من هذه التجربة أهمية تحديث البنية التحتية لتكون أكثر قدرة على الصمود أمام أي زلازل مستقبلية.
رغم استخدام التقنيات المتقدمة لتقييم النشاط الزلزالي، تبقى القدرة على التنبؤ الدقيق بتوقيت الزلازل وأماكنها محدودة. لذا فإن التحضير المسبق والتزام السكان بتعليمات السلامة هما العنصران الأكثر فاعلية للحد من الخسائر. ويمثل الحادث فرصة ذهبية للجهات المسؤولة لتحسين إجراءات الطوارئ وتعزيز استعداد البلاد لمواجهة أي ظاهرة طبيعية مماثلة في المستقبل.
أخيرًا، تعلمت مصر من هذا الزلزال أهمية بناء بنية تحتية قوية ومتينه، ووضع خطط استجابة سريعة تعتمد على التعاون المجتمعي ورفع مستوى الوعي العام.