«توابع الزلزال».. أسباب الهزات الارتدادية وكيفية التعامل معها تفصيليًا

يشعر الناس بالقلق عند حدوث زلازل، خاصة عندما تتبع الهزة الرئيسية توابع زلزالية. شهدت مصر مؤخرًا زلزالًا قويًا بلغت قوته 6.4 درجة على مقياس ريختر، مما تسبب في حالة من التوتر بين المواطنين. ومع استمرار تسجيل الهزات الارتدادية في اليوم التالي، تعزز الجدل حول طبيعة هذه الهزات وكيفية التعامل معها بسلامة ويقظة.

ما هي توابع الزلزال؟

توابع الزلزال هي الزلازل الصغيرة التي تحدث في ذات المنطقة فور انتهاء الزلزال الرئيسي. تعتمد هذه الهزات الارتدادية على إعادة توزيع الضغوط التي نشأت نتيجة للتحرك المفاجئ للصفائح الأرضية. تكون قوة التوابع أقل من الهزة الرئيسية في غالب الأحيان، لكنها قد تشكل خطرًا على المنشآت المتضررة. وفقًا لقانون “أوموري”، فإن عدد وقوة الهزات تقل تدريجيًا مع مرور الوقت، وقد تستمر لأسابيع أو حتى شهور حسب طبيعة المنطقة الجغرافية.
في حالة مصر، أوضح المعهد القومي للبحوث الفلكية أن الهزات الارتدادية التي أعقبت الزلزال الأخير كانت متوقعة وغير خطيرة بشكل عام. ومع ذلك، فإنه يُنصح باتباع الحذر، خاصة أن أي هزة قد تؤدي إلى انهيار المباني الضعيفة أو المتشققة.

كيف تتعامل مع توابع الزلزال؟

التصرف السليم خلال توابع الزلزال يلعب دورًا هامًا في الحفاظ على سلامتك. بدايةً، استمع إلى التعليمات الصادرة عن الجهات الرسمية وتابع الإشعارات الزلزالية. تجنب دخول المباني التي ظهر عليها أي نوع من الشقوق أو الانحرافات حتى يتم فحصها هندسيًا. احرص على تجهيز حقيبة طوارئ تحتوي على مستلزمات أساسية مثل ماء شرب، طعام محفوظ، مصابيح يدوية، وأدوية خاصة. من المهم تعلم أساليب الإخلاء الآمن، خصوصًا إذا كنت تقطن في مبنى متعدد الطوابق أو منطقة عرضة للزلازل المتكررة.
الخطورة يمكن أن تكون كبيرة في حالة تجاهل هذه التوصيات، لذلك ينصح بأن تبقى على استعداد دائم وتأخذ الإجراءات الوقائية على محمل الجد للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية.

زلزال مصر 2025.. دروس يجب الاستفادة منها

الزلزال الأخير الذي شعر به عدد كبير من المواطنين في مصر يعيد التأكيد على أهمية الجاهزية للكوارث، حتى في دول لا تُعتبر ضمن المناطق النشطة زلزاليًا. اعتمدت الجهات المعنية على تقديم التطمينات بأن الزلزال كان طبيعيًا وغير مدمر، إلا أن الشعور بالهزات الارتدادية قد يبقى مستمرًا لفترة، مما يزيد من المخاوف لدى سكان المناطق المكتظة بالسكان.
إن أحد الدروس الرئيسية من هذا الحدث هو أهمية تعزيز الوعي العام بكيفية التصرف أثناء الزلازل والهزات الارتدادية، والتأكد من جاهزية الأبنية لتحمل مثل هذه الكوارث. العلم الحديث يقدم لنا أدوات لفهم طبيعة الزلازل دون إمكانية التنبؤ الدقيق بها، لذا فإن نشر حملات التوعية وتطبيق معايير السلامة للبناء يظل في مقدمة الأولويات.

من جهة أخرى، تعتبر الاستجابة السريعة وتوفير المعلومات الدقيقة من قبل المؤسسات الرسمية سبلاً فعالة للحد من الذعر. كما يُنصح المواطنين بالهدوء والتعاون، مع اتخاذ خطوات استباقية لحماية أنفسهم وممتلكاتهم. العلم قد لا يوفر حلاً كاملًا، لكن الوقاية والوعي هما الأساس لمواجهة توابع الزلزلال بمرونة وثبات.