«انتقاد لاذع» من رئيس الوزراء الكندي لدعوة ترامب لزيارة المملكة المتحدة

تثير تصريحات رئيس الوزراء الكندي مارك كارني انتقادات واسعة بعد رفضه دعوة بريطانيا للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في زيارة دولة رسمية إلى لندن، حيث اعتبر كارني أن هذه الخطوة تقوض الجهود المشتركة لحكومته في الدفاع عن سيادة كندا، خصوصًا بعد أحاديث ترامب المتكررة حول مقترحه بضم كندا كولاية أمريكية إضافية، ما أثار غضب الكنديين وتوتر العلاقات بين الدولتين.

انتقادات رئيس الوزراء الكندي لموقف بريطانيا

قال مارك كارني خلال مقابلة مع شبكة “سكاي نيوز” إن دعوة ترامب من قبل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر جاءت في وقت حساس للغاية، مضيفًا أن هذه الخطوة لم تكن محل تقدير من الحكومة الكندية ولا الجمهور الكندي، حيث جاءت الدعوة أثناء تأكيد حكومته لسياستها المتعلقة بسيادة كندا، وقد أضاف كارني أن التوقيت لم يكن مناسبا وخلق حالة من الجدل بشأن العلاقات الثنائية بين كندا وبريطانيا، موضحا أن الأمر يحمل أبعادًا سياسية معقدة على المستوى الدولي.

الملك تشارلز ودوره في دعم سيادة كندا

يُعتبر الملك تشارلز شخصية رمزية هامة في العلاقات البريطانية الكندية، حيث يعد ملك بريطانيا أيضًا رئيسًا لدولة كندا، وهي مستعمرة بريطانية سابقة، وقد قام الملك بسلسلة من المبادرات الرمزية الأخيرة مثل ارتدائه أوسمة كندية وغرس شجرة القيقب، مع محاولة تأكيد هويته كملك لكندا، ومن المتوقع أن يحضر تشارلز، الذي يواصل علاجه من السرطان، حفل افتتاح البرلمان الكندي في مايو، وهو حدث غير مسبوق يعزز العلاقات الثقافية والتاريخية بين البلدين، حيث يعكس وجوده رمزية دعم سيادة كندا في وجه التحديات السياسية الأمريكية.

التعاون البريطاني الأمريكي وتأثيره على كندا

سعت الحكومة البريطانية بقيادة كير ستارمر إلى استغلال علاقتها مع ترامب لتعزيز التعاون الاقتصادي مع الولايات المتحدة، خاصة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وفي ذات السياق وقّع ترامب اتفاقية تجارية ثنائية محدودة مع لندن، الأمر الذي عزز العلاقات بينهما، رغم ذلك، يرى كارني أن تطوير العلاقات التجارية بين بريطانيا وأمريكا لا ينبغي أن يأتي على حساب سيادة كندا أو مواقفها السياسية من الاتحاد مع الولايات المتحدة، حيث أوضح أن سيادة كندا ليست مجرد موضوع داخلي، بل قضية دولية تحتاج إلى توافق على الصعيد الدبلوماسي.

الجهة الدور
بريطانيا تعزيز العلاقات التجارية مع أمريكا
كندا التأكيد على السيادة الوطنية
الولايات المتحدة مقترحات الضم المثيرة للجدل

بالمجمل، تبقى التوترات السياسية بين كندا والولايات المتحدة جزءًا من معادلة دولية معقدة تؤثر على علاقات الأطراف الأخرى بها، خاصة مع وجود عناصر جديدة مثل دور الملك تشارلز وقرارات بريطانيا الاستراتيجية، وكل ذلك يأتي في سياق التحولات السياسية التي تمس سيادة الدول بشكل مباشر.