«تراجع ملحوظ» في أسعار الذهب مع ترقب قرارات الفيدرالي وتحركات التجارة

تراجعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ خلال الأيام الماضية بفعل تقييم الأسواق لبيانات التضخم الأميركية لشهر أبريل، التي جاءت دون التوقعات، إلى جانب تراجع التوتر في الملف التجاري بين الولايات المتحدة والصين، مما أدى إلى تحول المستثمرين نحو الأصول عالية المخاطر وتراجع أسعار المعادن النفيسة كالذهب، الذي يعتبره الكثيرون ملاذاً آمناً في أوقات الأزمات.

تأثير الهدنة التجارية على أسعار الذهب

شكلت الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين نقطة تحول في أداء الأسواق العالمية، حيث أظهرت المحادثات بين الطرفين نتائج إيجابية ساهمت في تعزيز شهية المستثمرين نحو الأصول ذات المخاطر المرتفعة. وفقاً للمحللين، فإن الرسوم الجمركية المخففة التي تم الاتفاق عليها شكلت مفاجأة للأسواق، ما أدى إلى تهدئة المخاوف بشأن النمو الاقتصادي. كانت هذه التطورات أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت أسعار الذهب إلى الانخفاض، حيث اتجه المستثمرون نحو الأسهم والمؤشرات العالمية التي شهدت ارتفاعات قوية، مثل مؤشر “إس آند بي 500” الذي تعافى من التراجعات السابقة.
هذا التغير في توجه الاستثمارات يوضح مدى تأثر أسعار الذهب بالتحولات الجيوسياسية والاقتصادية. قد يكون الذهب ملاذاً آمناً وقت تصاعد الخلافات، ولكن في أوقات الاستقرار النسبي يُفضل المستثمرون البحث عن عائدات أعلى في أسواق الأسهم وغيرها من الأصول.

تأثير بيانات التضخم الأميركية على الذهب

كشفت بيانات التضخم الأميركية لشهر أبريل أن وتيرة ارتفاع الأسعار كانت أقل من المتوقع، وهو الأمر الذي أثر سلباً على قيمة الذهب في الأسواق، إذ يمكن أن تؤدي هذه البيانات إلى خفض إضافي لأسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي. هذا الانخفاض المحتمل في المعدلات يجعل الذهب أكثر جاذبية مقارنة بالسندات أو الأصول التي تدر عوائد ثابتة، إلا أن التوقعات بتراجع التوتر الاقتصادي كانت كفيلة بسحب جزء من الاهتمام عن المعدن النفيس. على الصعيد ذاته، أظهرت الأسواق تراجعاً في مؤشر الدولار الذي هبط بنسبة 0.4%، مما ألقى بظلاله على حركة المعادن الأخرى كالفضة والبلاديوم، التي تأثرت بأوضاع السوق.
بلغ سعر الذهب الحالي حوالي 3232.50 دولار للأونصة بعد انخفاض بنسبة 0.6% صباح الأربعاء، ما يشير إلى استقرار نسبي على المدى القريب مع عوامل ضاغطة قد تستمر في التأثير على سعر الذهب عالمياً.

مستقبل أسعار الذهب في ظل التوقعات الاقتصادية

لا يزال أداء الذهب هذا العام إيجابياً بالرغم من الانخفاضات الأخيرة، فقد سجل ارتفاعاً كبيراً العام الماضي، خاصة في ذروة التوترات التجارية والاقتصادية. ويرى خبراء الاقتصاد أن أسعار الذهب قد تشهد صعوداً جديداً إن عادت المخاوف بشأن التضخم أو تدهور النمو الاقتصادي مجدداً. إضافة إلى ذلك، تلعب قرارات السياسة النقدية والاضطرابات الجيوسياسية دوراً بارزاً في تحديد الاتجاه المستقبلي لسعر الذهب، حيث يتمتع المعدن النفيس بمرونة تجعله أحد الخيارات المفضلة للمستثمرين في مواجهة الأزمات.
في الختام، يتأثر أداء الذهب بعدة عوامل أبرزها التوترات الجيوسياسية، والسياسات النقدية، وبيانات التضخم، وما زالت الأسواق تستدعي الحذر والمتابعة الحثيثة للتغيرات المستقبلية.