«بنية تحتية» قوية.. كيف استعدت مصر لمواجهة الزلازل والكوارث الطبيعية؟

تعد البنية التحتية القوية في مصر أحد العناصر الأساسية التي ساهمت في تعزيز مرونة الدولة في مواجهة آثار الزلازل، حيث بدأت مصر منذ عام 2014 بوضع خطط طموحة لتطوير بنية تحتية مستدامة تتماشى مع المعايير العالمية، وقد شملت هذه التحسينات تحديثات في أكواد البناء، وتأمين المرافق العامة، وتصميم الكباري والطرق وفق مواصفات مقاومة للكوارث الطبيعية، ما يجعلها أفضل استعدادًا لأي تهديد مستقبلي.

دور كود البناء المصري في الحماية من الزلازل

كود البناء المصري يُعتبر الأداة الأهم في تعزيز مقاومة البنية التحتية للزلازل، إذ جرى تحديثه بعد زلزال عام 1992 الذي خلّف أضرارًا جسيمة وأدى إلى انهيار العديد من المباني. ووفقًا للدكتور شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمركز القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، تعاونت الدولة، من خلال المعهد القومي للبحوث الفلكية ومعهد بحوث البناء، على تعديل معايير هذا الكود طوال العقدين الماضيين. يحتوي الكود الآن على معايير دقيقة لمقاومة أقوى الزلازل المحتملة شريطة التزام المنشآت المعمارية بتلك التعليمات. وقد أصبح الالتزام بهذه الأكواد شرطًا رئيسيًا في جميع مشاريع البناء والعمران الجديدة لضمان سلامة المواطنين.

شبكة الطرق والكباري وفق المواصفات العالمية

شبكة الطرق والكباري التي أُنشئت خلال السنوات الأخيرة تُعد من أبرز الأمثلة على تطوير البنية التحتية في مصر، فقد تم تصميم تلك المرافق بحيث تكون مقاومة بدرجة كبيرة للزلازل، وتم استخدام أساليب هندسية حديثة تلتزم بالمعايير العالمية. وفقًا للخبير الدكتور ياسر شحاتة، فإن الكباري والطرق الجديدة مصممة لمواكبة أعلى معايير السلامة والمرونة، ما يجعل تأثرها بالزلازل محدودًا للغاية. كما أن هذه الشبكة صُممت لتوفير استدامة شاملة من حيث سهولة حركة المواطنين ونقل البضائع، مما يجعلها أصولًا دائمة عالية القيمة للدولة.

إسهام التنمية المستدامة في تعزيز مقاومة البنية التحتية

التنمية المستدامة كانت هي الركيزة الأساسية في تنفيذ مشروعات البنية التحتية الحديثة في مصر، حيث لم تقتصر تلك المشروعات على الكباري والطرق فقط، بل امتدت إلى إنشاء وحدات سكنية جديدة تستوفي شروط كود البناء المصري. إضافة إلى ذلك، شملت التنمية إنشاء مرافق عامة حديثة مقاومة للزلازل وفق تخطيط علمي يراعي الكوارث الطبيعية المحتملة. وقد أولت الجهات المعنية اهتمامًا دقيقًا باستخدام مواد بناء متينة واعتماد التصاميم التي توازن بين الجمال والوظيفة؛ الأمر الذي أدى إلى تقليل المخاطر المحتملة في حالة وقوع الزلازل.

العنوان القيمة
عدد الكباري المُنشأة (منذ 2014) 250+ كوبرى
معدل الزلازل السنوي المحتمل خفيف إلى معتدل
التكلفة الإجمالية لتطوير الطرق تُقدّر بالمليارات

من الجدير بالذكر أن جهود الدولة المصرية المستمرة لتطوير البنية التحتية لا تدعم فقط الأمان في مواجهة الكوارث الطبيعية، بل تساهم أيضًا في تحسين جودة الحياة للمواطنين وتعزيز النمو الاقتصادي. ولذا، تحقق مصر إنجازات بارزة في هذا المجال تجمع بين التنمية المستدامة والحفاظ على سلامة أرواح الأجيال الحالية والمستقبلية.