«تحذيرات علمية» تُثير الجدل.. زلزال اليونان يعيد الأنظار لعالم الزلازل الهولندي

تُعتبر قضية الزلازل موضوعًا مثيرًا للاهتمام والجدل، لاسيما مع التكرار المستمر لحوادث الزلزال وتفسيرها الغامض من قِبل البعض. مؤخرًا، ضرب زلزال بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر جنوب اليونان، متسببًا في شعور سكان مصر بهزة أرضية دون تسجيل أي أضرار أو إصابات تُذكر، لتتجدد النقاشات حول التنبؤات الزلزالية غير المؤكدة.

كيف واجهت الشبكة القومية للزلازل زلزال كريت؟

بحسب المعهد القومي للبحوث الفلكية، وقع زلزال كريت الفجر شمال مدينة رشيد بمسافة 431 كيلومترًا، وبلغ عمقه 76 كيلومترًا. هذا الزلزال الذي عرف بـ”زلزال منتصف الليل” أحدث حالة من الخوف المتواضع بين المواطنين بسبب وضوح تلك الهزة رغم بعدها النسبي. كما أشار الدكتور شريف الهادي إلى أن هذا الزلزال هو الأساسي، بينما أية هزات متوقعة ستكون بدرجات أقل، موضحًا أن الشبكة القومية للزلازل تسجل وتحلل الموقف بدقة واحترافية؛ لضمان إبلاغ أي مستجدات قد تؤثر على المواطنين.

فرانك هوغربيتس وعلاقته بتنبؤ الزلازل

فرانك هوغربيتس، هذا الاسم الذي أثار المثير من التساؤلات، عاد للصدارة مرة أخرى بعد أن نشر مقطع فيديو عبر “يوتيوب” قبل الزلزال، مُحذرًا من أيام حرجة زلزاليًا. في تحذيره الأخير، ارتكز هوغربيتس إلى مفاهيم مثل “الهندسة الكوكبية” متوقعًا نشاطًا زلزاليًا بين 15 و17 مايو. وعلى الرغم من ذلك، لم يُشر إلى اليونان أو مصر تحديدًا، ومع ذلك، فسّر البعض الفيديو كتنبيه مبكر لما حدث؛ مما زاد من تعقيد الجدال بين مناصريه والنقاد.
ورغم ما يقدمه هوغربيتس، يُفند العلماء مصداقيته، حيث أن التنبؤات الفلكية بمواقع الزلازل لا تقوم على أُسس علمية مرسخة، وإنما تُعد اجتهادات تخمينية غير مضمونة الدقة. في هذا الشأن، شدد الخبراء على عدم وجود طريقة علمية مؤكدة للتنبؤ بالزلازل، ما يجعل الانجراف نحو هذه الفرضيات أمرًا يفتقر للأدلة العلمية.

الاستعداد لمواجهة الزلازل: الدروس والعِبر

رغم استمرار الجدل، ينبغي علينا التركيز على اتخاذ إجراءات عملية للسلامة. اعتماد خطط الطوارئ والتصرف السليم خلال الزلازل أمور أساسية لتقليل حجم الأضرار المحتملة. ومن أبرز النصائح:

• التوجه إلى أماكن آمنة بعيدًا عن الزجاج وأجسام ثقيلة يمكن سقوطها.
• تجنب التدافع والتزام الهدوء للحفاظ على سلامة الآخرين.
• عدم استخدام المصاعد أثناء الهزات الأرضية.
• البقاء في الخارج حتى انتهاء الهزة بشكل كامل لتجنب الأخطار المحتملة.

من الجدير بالذكر أن نشر التوعية المجتمعية يظل السبيل الأمثل لمواجهة تلك الظواهر الطبيعية، بحيث يُمكن للأفراد الاستعداد دون تهويل أو مبالغة غير مبررة. الجدل حول التنبؤات لن ينتهي، ولكن فهم الأمر بصورة واضحة واستخدام المصادر الرسمية يظل الخيار الأذكى.