«زلزال اليوم» يثير القلق.. ماذا يحدث بعد توابع الهزة الأرضية؟

شهدت منطقة شرق البحر المتوسط في الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء 14 مايو 2025 زلزالًا كبيرًا بلغت قوته ما بين 6.1 إلى 6.4 درجة على مقياس ريختر، وقد وقع الزلزال بالقرب من جزيرة كريت على عمق تجاوز 76 كيلومترًا، حيث أوضح المعهد القومي للبحوث الفلكية أن الهزة الأرضية شعر بها السكان في مختلف المحافظات المصرية دون تسجيل أي حالات أضرار أو إصابات.

أسباب الزلازل في منطقة شرق البحر المتوسط

تُعد منطقة شرق البحر المتوسط من المناطق النشطة زلزاليًا، نتيجة لوقوعها عند التقاء اثنين من الصفائح التكتونية الكبرى وهما الصفيحة الأفريقية والصفيحة الأوروآسيوية، إذ يحدث تصادم أو انزلاق بينهما يوميًا، مما ينتج عنه زلازل تتراوح قوتها غالبًا ما بين 2 إلى 4 درجات. إلا أن بعض الزلازل قد تكون أكبر وأكثر تأثيرًا، مثل الزلزال الذي شهدته تركيا في فبراير 2023 بقوة 7.8 درجة أو زلزال جزيرة كريت التاريخي في يوليو 365 ميلادية، والذي بلغت قوته 8.5 درجة وأعقبته موجة تسونامي دمرت عدة مناطق.
هذا النشاط الزلزالي يجعل من المهم متابعة ورصد الأحداث الزلزالية بصورة منتظمة لتجنب المفاجآت وضمان استعداد المناطق السكنية للتعامل مع أي أضرار قد تنتج عنها.

تأثير الزلزال على مصر وسكانها

على الرغم من وقوع الزلزال على بعد أكثر من 431 كيلومترًا شمال مدينة رشيد المصرية، إلا أن سكان عدة محافظات على امتداد الساحل المصري شعروا بهزة أرضية ملحوظة، حيث أفاد المعهد القومي للبحوث الفلكية في بيانه أن عمق الزلزال تحت الأرض قد ساهم في تقليل شدته وتأثيره على سطح الأرض. يُعد هذا الزلزال واحدًا من الزلازل المعتادة التي تشهدها المنطقة دون أن تُحدث عادة أضرارًا مادية أو بشرية كبيرة.
مع ذلك، يمكن أن يحمل أي زلزال كبير خطرًا محتملًا لحدوث تسونامي في المناطق الساحلية، خاصة عندما يكون قوة الزلزال أكبر من 6.5 درجات ويكون مركزه في البحر. لذلك يتم مراقبة أي زلزال في البحار المجاورة بحذر لتقييم احتمالية حدوث موجات تسونامي.

الاستعداد للتعامل مع الزلازل في منطقة نشطة

في مناطق مثل شرق البحر المتوسط، يُعد الرصد المستمر للزلازل وتوفير التوعية المجتمعية من الإجراءات الأساسية للحفاظ على سلامة السكان. ويعمل المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية على إدارة شبكة قومية لرصد الزلازل، والتي تساعد في قياس قوة الهزات الأرضية ومواقع حدوثها، بالإضافة إلى توفير تحليلات ودراسات دورية حول النشاط الزلزالي.
هناك طرق فعالة لتقليل تأثير الزلازل؛ منها تصميم المباني وفق معايير مقاومة الزلازل، وتوفير خطط إخلاء وتجهيزات طوارئ في المناطق الأكثر عرضة للهزات الأرضية. من المهم أيضًا أن يتم تدريب السكان على كيفية التصرف أثناء الزلازل لتقليل الخسائر البشرية والمادية إلى الحد الأدنى.

ختامًا، ورغم أن الزلازل في شرق البحر المتوسط ليست أمرًا جديدًا، إلا أن تطوير التكنولوجيا ووسائل الرصد، إلى جانب التخطيط المسبق، يمكن أن يكون له الدور الأكبر في تقليل تأثيرها على حياة السكان والمرافق العامة.