متخيل الحياة أسهل؟ BRT الدائري شريان النقل الحضاري بين شرق وغرب القاهرة

تواصل مصر تنفيذ مشروعات النقل المتطورة، ومن أبرزها مشروع الأتوبيس الترددي السريع BRT على الطريق الدائري، الذي يُعد نقلة نوعية في تطوير منظومة النقل العام وتحقيق أهداف المستدامة. يمتد المشروع لمسافة 110 كيلومترات، ويضم 48 محطة رئيسية وفرعية؛ مع توفير خدمات ذكية وصديقة للبيئة تسهم في تحسين السيولة المرورية وتخفيف التكدس في القاهرة الكبرى.

مشروع الأتوبيس الترددي السريع BRT: هيكل وتكامل متطور

تتكون مراحل مشروع BRT من ثلاث مراحل رئيسية بطول إجمالي يبلغ 110 كيلومترات، حيث تعمل الدولة على إنجاز المرحلة الأولى بين منطقتي الإسكندرية الزراعي وأكاديمية الشرطة الممتدة لـ 35 كيلومترًا. يشمل المشروع 48 محطة مجهزة على أعلى مستوى إلى جانب محطات شحن كهربائية رئيسية وفرعية. يعتمد المشروع على أتوبيسات كهربائية بطاقة استيعابية تصل إلى 3200 راكب في الساعة لكل اتجاه، مما يعزز من زيادة الاعتماد على وسائل النقل الجماعي كبديل آمن وفعال لتقليل استخدام السيارات الخاصة.

مزايا مشروع الأتوبيس الترددي BRT وتأثيره الحضاري

مشروع BRT ليس مجرد وسيلة نقل؛ بل يُعد نقلة حضارية شاملة، حيث يسهم في خفض الانبعاثات الكربونية وتحسين جودة الهواء مع دعم الجهود نحو الاستدامة. يمتاز هذا المشروع بدمج تقنيات النقل الذكية، حيث يعمل بنظام تقاطر دقيق يضمن التزامًا صارمًا بالمواعيد، إذ تُسيّر الأتوبيسات كل دقيقة ونصف إلى ثلاث دقائق، بمعدل 20 أتوبيسًا في الساعة، لتلبية احتياجات الركاب وخدمة المناطق السكنية والتجارية على الطريق الدائري.

تصنيع محلي يعزز الاقتصاد وجهود الاكتفاء الذاتي

يدعم مشروع BRT جهود توطين التصنيع، حيث تشهد المرحلتان الأولى والثانية تشغيل 100 أتوبيس كهربائي محلي الصنع بسعة 66 راكبًا لكل وحدة، ما يعادل خمسة ميكروباصات. يساعد ذلك في تقليل الاعتماد على الواردات وتحفيز الصناعة الوطنية؛ بالتوازي مع دعم استراتيجية النقل المستدام لتقليل التلوث والانبعاثات الضارة في القاهرة الكبرى.

ختامًا، يُعد الأتوبيس الترددي السريع BRT على الطريق الدائري حلًا مبتكرًا لمعالجة أزمات النقل بالقاهرة الكبرى، حيث يدمج بين السرعة والكفاءة مع العناية بالنواحي البيئية والصناعية. يعكس المشروع رؤية مصر لتطوير بنية تحتية مستدامة تدعم وجود وسائل نقل جماعية حديثة، مما يُسهم في تخفيف الضغط عن شبكة المواصلات التقليدية ودفع عجلة التنمية الحضرية نحو آفاق جديدة.