«زلزال المتوسط».. معهد الفلك يكشف أسباب شعور المصريين بالهزة الأرضية

في الأيام الأخيرة، شهدت مصر شعوراً قوياً بهزة أرضية نتيجة زلزال وقع جنوبي جزيرة “كريت” في البحر الأبيض المتوسط، حيث بلغت قوته 6.4 درجة على مقياس ريختر. وأفادت الجهات المختصة أن المصريين شعروا بالزلزال على نطاق واسع بسبب عمقه الكبير، والذي بلغ 76 كيلومترًا، مما أدى إلى انتقال الموجات الزلزالية إلى مناطق شاسعة داخل الأراضي المصرية دون الإبلاغ عن أي خسائر.

ما هي أسباب شعور المصريين بزلزال جنوبي كريت؟

كشف الدكتور طه توفيق رابح، القائم بأعمال رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن الزلزال الذي شعر به المصريون كان بسبب عدة عوامل؛ منها عمقه الذي ساهم في انتقال موجاته إلى مناطق بعيدة مثل القاهرة والدلتا. وأشار إلى أن هذا الزلزال يُصنّف كزلزال فوق المتوسط من حيث القوة، وهو جزء من النشاط الزلزالي المعتاد في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

كما أوضح الدكتور شريف الهادي أن طبيعة التربة الطينية في الدلتا تعد أحد العوامل التي تسهم في تضخيم الموجات الزلزالية، مما يزيد من الإحساس بالهزات الأرضية في تلك المناطق. وعلى الرغم من الشدة النسبية للزلزال، أكد الخبراء أنه لم يصل إلى القوة التي قد تُسبب ظواهر مثل التسونامي، حيث تحتاج الزلازل التي تؤدي إلى تسونامي عادة لإحدى القوتين الكبيرة أو العمق المائي الضحل.

دور محطات رصد الزلازل في كشف تفاصيل الهزة الأرضية

أفادت محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل التابعة للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أنها سجلت الهزة عند الساعة 1:51 صباحاً بقوة 6.4 درجة. وقد رصدت المحطات أن مركز الزلزال يبعد نحو 631 كيلومترًا شمال مدينة رشيد. وأظهر تحليل البيانات أن الزلزال وقع عند خط عرض 35.12 درجة شمالاً وخط طول 27.0 درجة شرقًا وعلى عمق يبلغ 76 كيلومترًا، مما يجعله من الزلازل التي تمتد تأثيراتها عبر مناطق واسعة.

كما تلقى المعهد العديد من البلاغات من مواطنين أبلغوا عن شعورهم بالهزة، ورغم ذلك لم تسجل السلطات أي خسائر بشرية أو مادية نتيجة للهزة الأرضية، ما يؤكد على مأمونية الوضع العام في المدن التي شعرت بها.

كيف تؤثر طبيعة الأرض والموقع الجغرافي على شدة الزلازل؟

تعتمد شدة الزلزال على عوامل عديدة تشمل قوته والمسافة بين نقطة المنشأ والموقع المتأثر وعمق البؤرة. كما تلعب طبيعة الصخور والبنيات الجيولوجية دورًا كبيرًا في توزيع الطاقة الزلزالية، حيث يكون انتشار الموجات أسهل عبر مناطق ذات تراكيب محددة. إضافة لذلك، ارتفاع مستويات المياه الجوفية ومدى تشبّع الصخور بها يمكن أن يعزز من تأثير الهزات، مما يفسر تفاوت شدتها بين المناطق المختلفة.

إن منطقة البحر الأبيض المتوسط معروفة بنشاطها الجيولوجي المكثف، وتاريخها الزلزالي يجعلها محوراً للزلازل التي قد يشعر بها السكان في الدول القريبة. ولهذا، تشكل محطات رصد الزلازل أداة أساسية لفهم وتحليل هذه النشاطات وضمان سلامة السكان.