«الذهب» ينخفض و«النفط» يستقر.. انحسار التوتر الأمريكي الصيني يحرك الأسواق

شهدت أسعار النفط والذهب تحركات طفيفة في الأسواق العالمية مؤخرًا مدفوعة بالتطورات الاقتصادية والسياسية العالمية، حيث استقرت أسعار النفط قرب مستويات قياسية جديدة، في حين تأثرت أسعار الذهب بفعل استقرار الدولار الأمريكي وانحسار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وقد جاءت البيانات الاقتصادية الأمريكية لتعطي إشارات مؤثرة على توجهات السوق بشكل عام.

تراجع أسعار النفط اليوم وتوقعات السوق

تراجعت أسعار النفط بشكل طفيف حيث انخفضت عقود خام برنت الآجلة بمقدار 10 سنتات أي ما يعادل 0.15% لتصل إلى 66.53 دولارًا للبرميل، بينما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 7 سنتات أو 0.11% وصولًا إلى 63.60 دولارًا للبرميل، وقد جاء هذا التراجع بعد ارتفاع سجلته الأسعار بأكثر من 2.5% في جلسة التداول السابقة. هذه التحركات جاءت إثر الاتفاق بين الولايات المتحدة والصين، حيث قام الجانبان بخفض الرسوم الجمركية بشكل كبير، مما زاد التفاؤل بتحسن العلاقات التجارية بين البلدين.

فيما أثر انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة بلغت 0.67% على أسواق النفط، حيث أدى هذا الانخفاض إلى تخفيف تكلفة النفط على مستثمري العملات الأخرى وزيادة الطلب، ويتطلع المستثمرون إلى استمرار هذا التأثير الإيجابي على الطلب العالمي للنفط.

أسعار الذهب وتأثرها بالأسواق العالمية

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا متأثرة بانخفاض الإقبال على الاستثمار في أصول الملاذ الآمن بسبب انحسار التوتر التجاري بين القوى الاقتصادية الكبرى، فقد هبطت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.7% إلى 3226.11 دولارًا للأوقية، كما تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.6% وصولًا إلى 3229.50 دولارًا. ويعزى هذا التراجع إلى التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال الأشهر القادمة، مما يقلل من جاذبية الذهب كأداة تحوط ضد التضخم.

إلى جانب ذلك، أوضحت بيانات وزارة العمل الأمريكية أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع بنسبة 0.2% خلال أبريل، مما دفع الأسواق إلى ترقب بيانات مؤشر أسعار المنتجين للحصول على مزيد من المؤشرات على السياسات النقدية المستقبلية للبنك المركزي الأمريكي.

تحركات المعادن النفيسة الأخرى وتأثيرها

انخفضت أسعار المعادن النفيسة الأخرى بالتزامن مع تقلبات أسعار الذهب، حيث تراجعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.8% إلى 32.61 دولارًا للأوقية، بينما استقر البلاتين قرب مستويات 988.65 دولارًا، وسجل البلاديوم انخفاضًا بنسبة 0.9% ليصل إلى 948.60 دولارًا، وتشير توقعات السوق إلى استمرار استقرار هذه المعادن في ظل تأثير العوامل الاقتصادية والسياسية العالمية.

بهذا يمكن القول إن التحركات الأخيرة لأسعار النفط والذهب جاءت نتيجة تفاعل معقد ما بين الإشارات الاقتصادية والاتفاقيات التجارية، ويتجه المستثمرون لمتابعة التطورات المستقبلية التي ستحدد وجهة الأسواق بشكل أكبر.