«عاجل وصادم» الزلازل لا يمكن التنبؤ بها عالميًا.. واستقرار الأوضاع في مصر

يعد الزلازل من الظواهر الطبيعية التي يصعب التنبؤ بها بشكل دقيق، حيث أكد الدكتور شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل في المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن العلم لم يصل بعد إلى درجة توقع مواعيد حدوث الزلازل، لكن يمكن تحديد الأنشطة الزلزالية للمناطق بناءً على المعطيات الجيولوجية والسجلات التاريخية لهذه المناطق، مما يساعد في اتخاذ الاحتياطات اللازمة وتقليل المخاطر المحتملة.

متابعة دقيقة ومستدامة للنشاط الزلزالي في مصر

أوضح الدكتور شريف أن الشبكة القومية لرصد الزلازل تلعب دورًا محوريًا في تتبع النشاط الزلزالي داخل مصر بشكل مستدام ويومي، حيث تعمل الشبكة على مدار الساعة دون توقف، من خلال تسجيل وتحليل كافة الهزات الأرضية فور وقوعها، سواء كانت محسوسة لدى السكان أو غير مرصودة إلا بالأجهزة، وتهتم الشبكة بتحديد موقع الزلزال بدقة، إلى جانب قياس قوته، عمقه، ومدى تأثيره جغرافيًا.
كما أشار إلى أن البيانات الناتجة عن هذه التحليلات يتم مشاركتها بكل شفافية مع الجهات ذات العلاقة والجمهور عند الحاجة، مما يضمن وجود تواصل دائم ومصداقية عالية فيما يتعلق بمعلومات النشاط الزلزالي وأثرها، وهو الأمر الذي يسهم في رفع مستوى الوعي العام بتلك الظاهرة الطبيعية.

الوضع الجيولوجي والزلزالي في مصر

أكد الدكتور الهادي أن الأراضي المصرية تتميز بوضع زلزالي مستقر ومطمئن مقارنة بالدول الواقعة ضمن نطاق الأحزمة الزلزالية النشطة عالميًا، وذلك يعود إلى وقوع مصر خارج تلك الأحزمة، مما يجعلها أقل عرضة للمخاطر الزلزالية العالية، وأشار إلى أن عدد الزلازل القوية التي تم رصدها معدود جدًا، فيما تكون معظم الزلازل المسجلة ضعيفة أو متوسطة القوة وغير ذات تأثير كبير على السكان أو المنشآت.
وأضاف أن هناك هزات أرضية تُسجل داخل مصر ولكن أغلبها لا يشعر بها الناس نظرًا لانخفاض قوتها، مشددًا على أهمية استخدام تقنيات حديثة وامتلاك الخبرات العلمية والميدانية التي تتيح القدرة على التعامل الفوري في حال حدوث أي نشاط زلزالي غير متوقع، مما يوفر طمأنينة إضافية للمواطنين.

جهود المعهد القومي للبحوث الفلكية في رصد الزلازل

يشترك المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في تقديم خدمات علمية دقيقة ومحدثة حول الزلازل وأثارها لتوعية المجتمع وتعزيز استعداد المؤسسات المعنية، حيث يكرس المعهد جهوده في دراسة كافة النشاطات الأرضية على مستوى الجمهورية، كما يحرص على تقديم تقارير دورية عن حالة النشاط الزلزالي، إلى جانب تدريب الكوادر الفنية على تفسير البيانات الجيوفيزيائية واستثمارها في تحسين البنية التحتية للمدن.
بهذا الشكل تسهم هذه الجهود المتكاملة في تقليل المخاطر والحد من تأثير الكوارث الطبيعية، إذ يشكل هذا التعاون بين الجهات الإعلامية، العلمية والسكان حلقة متماسكة تعزز من قدرة الدولة على مواجهة التحديات البيئية بطرق استباقية ومستدامة.