«انخفاض تاريخي».. أسعار الذهب تتراجع 12 دولارًا بانتظار بيانات أمريكية جديدة

شهدت أسعار الذهب اليوم انخفاضًا ملحوظًا بأكثر من 12 دولارًا، وسط ترقب الأسواق لبيانات التضخم في الولايات المتحدة، والتي من المتوقع أن يكون لها دور كبير في تحديد مسار السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث تراجع الإقبال على المعدن النفيس مع تراجع التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى انحسار الطلب العالمي على الملاذ الآمن.

تراجع أسعار الذهب وتأثير القرارات الاقتصادية

انخفضت العقود الآجلة للذهب تسليم يونيو/حزيران 2025 بنسبة 0.37%، بما يعادل 12.1 دولارًا، لتسجّل 3235.7 دولارًا للأوقية، أما عقود التسليم الفوري للذهب، فقد شهدت تراجعًا بنسبة 0.55%، لتصل إلى 3232.35 دولارًا للأوقية، بحسب بيانات مراقبة الأسواق، كما تراجعت أسعار الفضة بنسبة 0.54% لتصل إلى 32.75 دولارًا للأوقية، في حين شهدت المعادن الأخرى كالبلاتين ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.57% إلى 997.68 دولارًا، بينما انخفض البلاديوم بنسبة 0.32% ليسجل 954.61 دولارًا للأوقية، ويأتي هذا التراجع بالتزامن مع انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي بنحو 0.7%، إلى 101.07 نقطة، وهو ما يضغط على أسعار الذهب ويدفعها إلى الهبوط.

أسعار الذهب وموقف السياسة التجارية

ساهمت المستجدات السياسية والاقتصادية، مثل التوافق الأمريكي-الصيني بوقف التصعيد التجاري، في تقليل جاذبية الذهب كملاذ آمن، وفقًا لتحليلات سوقية، كما ساعد تخفيف التعرفات الجمركية بنسبة 30% على الشحنات منخفضة القيمة في تهدئة المخاوف التجارية، مما ساهم في دعم الأسواق المالية وإضعاف الطلب على الذهب، ومع ذلك، تبقى مستويات الدعم الأساسية للمعدن النفيس عند حدود 3200 دولار للأوقية، وفقًا لتحليلات الخبراء، ويبقى مستقبل الذهب مرهونًا بالحالة الاقتصادية العالمية وتطورات التضخم والأسعار النقدية المقررة في الفترات القادمة.

أهمية بيانات التضخم في تحديد سعر الذهب

مع قرب صدور تقارير التضخم ومؤشرات أسعار المنتجين، يتزايد تركيز المتعاملين في الأسواق على أي توجهات جديدة قد يتخذها الاحتياطي الفيدرالي، حيث يميل المستثمرون إلى الاستثمار في الذهب كوسيلة للتحوط في ظل التضخم المرتفع أو انخفاض أسعار الفائدة، ويُتوقع أن تتم مناقشة خفض أسعار الفائدة بدءًا من سبتمبر/أيلول القادم، حيث يشير المحللون إلى أن استمرار تراجع التضخم قد يؤدي إلى تخفيف السياسة النقدية، وهو ما قد يدعم أسعار المعدن النفيس مستقبلًا، ومن الجدير بالذكر أن الذهب شهد انتعاشًا يوم الثلاثاء الماضي مسجلًا ارتفاعًا بـ20 دولارًا، بفضل انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي حينها، مما يبرز العلاقة الوثيقة بين هذين المؤشرين.

في ظل هذا الوضع، تبقى العوامل السياسية والاقتصادية الرئيسية مثل العلاقات التجارية واتجاهات التضخم هي المحور الأساسي لتحديد مسار الذهب في الأسواق العالمية، كما تظل البيانات الاقتصادية الأمريكية والقرارات النقدية مؤثرًا رئيسيًا في توجيه أسعار الذهب بالفترة المقبلة.