«هزة ارتدادية» تضرب مرسى مطروح بقوة 4.26 ريختر وتحرك القلق مجددًا

رصدت محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل صباح اليوم هزة أرضية ارتدادية بقوة بلغت 4.26 درجة على مقياس ريختر، وقد حدثت الهزة على بعد 421 كيلومترًا شمال مدينة مرسى مطروح، وتأتي هذه الهزة كجزء من توابع زلزال قوي ضرب البحر المتوسط فجراً بالقرب من جزيرة كريت، وأكدت الجهات المختصة عدم تسجيل أي خسائر نتيجة هذه الهزات.

الهزات الأرضية في البحر المتوسط وتأثيرها على مصر

يعتبر البحر المتوسط من المناطق النشطة زلزاليًا بشكل ملحوظ، إذ تشهد حوضه سنويًا وقوع العديد من الزلازل المتفاوتة في قوتها، ولقد شعر سكان عدد من المحافظات المصرية بالهزة الناتجة عن زلزال اليوم الرئيسي، فقد بلغت قوته 6.4 درجة على مقياس ريختر وسُجل عند الساعة الواحدة وواحد وخمسين دقيقة صباحًا بالتوقيت المحلي، ومن أبرز المناطق المتأثرة القاهرة الكبرى وبعض مناطق الساحل الشمالي، حيث يشعر السكان عادة بهذه الزلازل نتيجة قرب مصر من مناطق النشاط التكتوني البحرية.

أوضحت البيانات الرئيسية المتعلقة بهذا الزلزال أن عمقه كان 76 كيلومترًا، مع تحديد موقعه بدقة عند خط عرض 35.12 شمالًا وخط طول 27.0 شرقًا، وتسبب الزلزال في سلسلة هزات ارتدادية كان آخرها ما سجلته المحطات الوطنية صباح هذا اليوم، إلا أن المعهد القومي للبحوث الفلكية أكد أن جميع التوابع لم تسبب أضرارًا تذكر، مع استمرار رصد الوضع.

تأثير زلازل المتوسط على البيئة والبنية التحتية

رغم قوة زلزال البحر المتوسط، إلا أن تأثيره الحالي كان محدوداً على البيئة والبنية التحية في مصر، ويُرجع ذلك إلى عمقه المتوسط الذي جعل الهزة ملحوظة لكنها لم تتسبب في أضرار مباشرة، وقد أثبتت البحوث العلمية أن النشاط الزلزالي في البحر المتوسط مرتبط بحركة الصفائح التكتونية الموجودة في المنطقة، والتي تُعد السبب الرئيسي لغالبية الزلازل التي تقع فيها، وتعتبر مصر أقل عرضة نسبيًا للتأثير المباشر نظرًا لطبيعة بنيتها الجيولوجية.

ولكن مع ذلك، فإن مثل هذه الزلازل تسلط الضوء على أهمية تعزيز جاهزية البنية التحتية، من خلال الالتزام باللوائح الإنشائية التي تأخذ الزلازل في الاعتبار، تحديدًا في المباني والمنشآت الكبرى، ومع استمرار النشاط الزلزالي في المتوسط، تحرص الجهات المختصة على مراقبة التغيرات الزلزالية بشكل دائم لضمان السلامة العامة.

إجراءات التعامل مع الهزات الأرضية في مصر

تعتمد السلطات المصرية على أنظمة متطورة لرصد الزلازل التي تحدث سواء داخل أو خارج الأراضي المصرية، وقد أصدرت الشبكة القومية توصيات للسكان حول كيفية التصرف أثناء وقوع الهزات الأرضية، وتشمل هذه التوصيات تجنب استخدام المصاعد أو التواجد بالقرب من النوافذ أو الزجاج، والانتقال إلى مكان آمن في المباني إذا أمكن، مثل الأماكن المفتوحة أو تحت مكاتب صلبة للحماية.

كما تؤكد الجهات المعنية على أهمية زيادة الوعي لدى المواطنين حول طبيعة الزلازل وكيفية التصرف في حال وقوعها، مع استمرار الرصد العلمي ودراسة التغيرات الجغرافية والجيولوجية التي يمكن أن يكون لها تأثير طويل المدى على السكان والبنية التحتية، إذ أن التكاتف بين السلطات والمواطنين يساهم في تقليل الأضرار وضمان الاستعداد العالي لأي أنشطة زلزالية مستقبلية.