«انتعاش قوي» لأسعار الذهب.. صعود ملحوظ بدعم إقبال المستثمرين للتسوية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملفتًا خلال تعاملات اليوم مدعومة بالهبوط الذي سجله مؤشر الدولار الأمريكي، إذ استغل المستثمرون هذا الأمر لتعويض خسائرهم بعد الهبوط الحاد بأسعار الذهب في الأيام الماضية، كما ساهمت بيانات التضخم الأمريكية التي أظهرت تباطؤًا في معدلات تضخم الأسعار في تحفيز التداول على المعدن النفيس، ما عزز الإقبال عليه كملاذ آمن في ظل انخفاض توقعات التضخم على المستوى العالمي.

ارتفاع أسعار الذهب وسط تراجع الدولار

سجلت العقود الآجلة للذهب ارتفاعًا بنسبة 0.6% لتصل إلى 3247.80 دولار أمريكي عند الإغلاق، حيث تمكن الذهب من تعويض جزء من الخسائر الشديدة التي تكبدها مسبقًا والتي تجاوزت 3.5%، ويعود هذا الانتعاش إلى انخفاض مؤشر الدولار الذي سجل هبوطًا بنسبة 0.74% ليصل إلى 101 نقطة، هذا التراجع يجعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين من الأسواق الأخرى، لأنه يُسعَّر بالدولار وغالبًا ما يكون مرتبطًا عكسيًا بأدائه، بالإضافة إلى الإقبال المرتفع على الذهب باعتباره أداة أمان في تقلبات الاقتصاد العالمي.

تأثير بيانات التضخم على أسعار الذهب

لعبت البيانات الاقتصادية الصادرة مؤخرًا في الولايات المتحدة دورًا بارزًا في دعم أسعار الذهب، حيث أعلنت وزارة العمل الأمريكية عن انخفاض في معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلكين ليصل إلى 2.3% فقط مقارنة بالتوقعات السابقة التي كانت تشير إلى 2.4%، وقد خلق هذا الانخفاض بيئة استثمار ملائمة للمعدن الأصفر باعتباره ملاذًا آمنًا يحمي المستثمرين من تقلبات الأسواق وتأثير التضخم السلبي على العملات التقليدية، كما أن ضعف التضخم يدفع الاحتياطي الفيدرالي للاحتفاظ بسياساته النقدية التحفيزية مما يقوي موقف الذهب.

أسباب تحسن أداء الذهب اليوم

هناك عدة عوامل ساهمت في انتعاش أسعار الذهب اليوم، أبرزها:

• تراجع قيمة الدولار، مما زاد الطلب العالمي على الذهب
• البيانات الاقتصادية الإيجابية التي أظهرت انخفاض معدل التضخم
• الإقبال الكبير من المستثمرين على تعويض الخسائر بعد موجة هبوط سابقة
• استمرار قلق الأسواق العالمية بشأن الاستثمارات عالية المخاطر
• تطورات تجارية دولية تعيد التوازن إلى أسواق المواد الخام

في المجمل، يمثل الذهب خيارًا جذابًا للمستثمرين الباحثين عن استثمارات آمنة وملاذات وقائية ضد تقلبات الأسواق المالية، كما بات يُنظر إليه باعتباره بديلًا استراتيجيًا في ظل الاضطرابات الاقتصادية الناجمة عن التغيرات في التضخم والأوضاع النقدية، وينتظر المتداولون المزيد من المؤشرات الاقتصادية التي ستحدد مستقبل الأسعار، مما يجعل متابعة الأسواق عن كثب ضرورية لاتخاذ قرارات استثمارية ناجحة ومربحة.