«الغلاء يشتد».. الفضة تصبح الملاذ الآمن للمصريين وسط الأزمة الاقتصادية

تعد الفضة حاليًا خيارًا استثماريًا جذابًا للمصريين في ظل الارتفاع المتزايد في أسعار الذهب وعدم استقرار الأوضاع الاقتصادية العالمية، فمع تصاعد أسعار الذهب والوصول إلى مستويات قياسية، أصبح الاستثمار في الفضة ملاذًا منطقيًا لصغار المدخرين وأولئك الذين يبحثون عن تحقيق أرباح مستدامة بتكلفة أقل مقارنة بالمعدن الأصفر.

الفضة.. الحل البديل بعد الغلاء

تشهد أسعار الفضة المحلية والعالمية ارتفاعًا ملحوظًا نتيجة التراجع في قيمة الدولار عالميًا وتذبذب الاقتصاد، حيث بلغت أسعار الفضة وفقًا لتقارير الأسواق مستويات أعلى هذا الأسبوع، فجرام الفضة عيار 800 على سبيل المثال وصل إلى 48 جنيهًا، بينما بلغ جرام الفضة عيار 999 نحو 60 جنيهًا، في حين تظل الأوقية على مستوى عالمي مستقرة نسبيًا عند 32.62 دولارًا، وتعد هذه الأرقام مؤشرًا واضحًا على أن الفضة تقدم نفسها كبديل استثماري للمواطن المصري الباحث عن الأمان المالي، خاصة مع الزيادة الهائلة في أسعار الذهب التي تتجاوز قدرة الكثيرين.

لماذا يفضل المصريون الفضة على الذهب؟

الفضة ليست مجرد معدن ثمين بل تُعدّ صديقة للطبقة المتوسطة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، إذ أن نصاب زكاة الفضة أعلى بكثير من الذهب وهو 595 جرامًا، بينما الذهب يحتاج لنصاب 86 جرامًا فقط لتطبق عليه الزكاة، بمعنى آخر، يمكن لصغار المستثمرين ادخار كميات كبيرة من الفضة دون تحمل أعباء مالية إضافية، فمثلاً زكاة كيلو فحسب من الذهب تصل إلى 192 ألف جنيه، وهي تكلفة تفوق قدرة معظم المصريين بينما زكاة كيلو الفضة لا تتجاوز 2400 جنيه فقط، لذا يعتبر ادخار الفضة مناسبًا للشخص العادي بعيدًا عن الأعباء الزكوية والمالية المرتبطة بالذهب.

جاذبية الفضة كاستثمار طويل الأجل

رغم ميل المستثمرين للاعتماد على الذهب كبديل آمن خلال الأزمات الاقتصادية، يبقى للفضة جاذبية استثنائية لعدة أسباب، فهي أرخص سعرًا وأكثر مرونة في الاقتناء والتداول، إضافة إلى أنها تحقق عائدًا جيدًا على المدى الطويل نظرًا للدورة السعرية الحالية التي تعد منخفضة مقارنة بالذهب، يرى محللو الاقتصاد أن هذا التوقيت قد يكون فرصة مثالية للدخول إلى سوق الفضة والاستفادة من هامش الربحية المتوقع، حيث أشارت التحليلات إلى أن نسبة الذهب إلى الفضة تعكس اتجاهًا تصاعديًا مستقبليًا في أسعار الفضة نتيجة لقلة المعروض وزيادة الطلب الصناعي عليها.

وفي خضم هذه المعطيات الاقتصادية، أكد خبراء الاقتصاد الإسلامي أن الفضة تمثل خيارًا عمليًا ومجتمعيًا يحفّز على التوفير دون تعقيدات، علاوةً على تيسير أمر الزكاة، فهي بمثابة خطوة استراتيجية لصغار المستثمرين الراغبين في الاستفادة من استثمار آمن، بينما يظل الذهب خيارًا مكلفًا يتجاوز قدرة معظم الفئات.

نوع المعدن السعر
الفضة عيار 800 48 جنيهًا
الفضة عيار 999 60 جنيهًا
الأوقية عالميًا 32.62 دولارًا

في الختام، سواء كنت تنتمي للطبقة المتوسطة أو من صغار المدخرين، فإن فوائد اقتناء الفضة تتجاوز توفير المال إلى تيسير الأمور الشرعية وإتاحة الفرصة لتحقيق أرباح مع الحفاظ على مرونة اقتصادية ومالية.