«الغلاء يشتد».. الفضة تصبح الملاذ الآمن للمصريين وسط الأزمة الاقتصادية

في ظل تزايد الغلاء وتضاؤل القدرة الشرائية للمواطنين المصريين، أصبح الادخار في الذهب تحديًا كبيرًا، فمع تخطي سعر كيلو الذهب حاجز 4.8 مليون جنيه، يبحث العديد من المدخرين عن بديل اقتصادي أكثر قابلية، وهنا تظهر الفضة كخيار مثالي، حيث تُعرف بأنها “ذهب الفقراء” وتقدم نفسها كأداة استثمار فعّالة ومدى مرونة تداولها يجعلها جذابة للكثيرين.

الفضة: الخيار الأفضل للادخار والاستثمار في ظل الغلاء

الفضة تقدم نفسها بديلاً اقتصاديًا مناسبًا لمن يواجهون تحديات في الادخار عبر الذهب، حيث أن انخفاض سعرها يجعلها في متناول صغار المدخرين والطبقات المتوسطة، ووفقًا للتقرير الأخير لمركز “الملاذ الآمن”، شهدت أسعار الفضة المحلية خلال تعاملات اليوم ارتفاعًا بقيمة 0.75 جنيه لتسجل 48 جنيهًا للجرام عيار 800، بينما بلغت قيمة الأوقية عالميًا 32.62 دولارًا، هذا التفاوت بين الذهب والفضة يمنح الأخيرة ميزة نسبية للادخار.
فضلًا عن ذلك، تتيح الفضة فرصًا استثمارية على الأمد المتوسط والطويل بفضل استقرار أسعارها نسبيًا مقارنة بالذهب الذي يعاني من تقلبات حادة، بجانب ذلك، يرى الخبراء الاقتصاديون أن هناك إمكانية لهامش ربح مرتفع مستقبلًا في سوق الفضة نظرًا لمرونتها السعرية.

الفضة والزكاة: خيار شرعي واقتصادي أقل تكلفة

من الناحية الشرعية، تمثل الفضة خيارًا أقل عبئًا من حيث تكاليف الزكاة مقارنة بالذهب، فنصاب زكاة الفضة 595 جرامًا عيار 999، ما يسمح لمن يمتلك أقل من ذلك بعدم وجوب الزكاة عليه، في حين أن نصاب زكاة الذهب يعد أقل بكثير عند 86 جرامًا فقط، كما أن تكلفة الزكاة على 1 كيلو من الذهب تصل إلى نحو 192 ألف جنيه، بينما لا تتجاوز 2400 جنيه على 1 كيلو من الفضة، هذا الفارق الكبير يعزز من جاذبية الفضة كأداة ادخار للمستثمرين الصغار والمتوسطين.
ولذلك، يوصي العديد من الفقهاء وخبراء الاقتصاد الإسلامي النظر إلى الفضة كوسيلة ادخار واستثمار شرعية وفعالة ممتازة، حيث قال الدكتور خالد يوسف، أستاذ الاقتصاد الإسلامي، إنها أداة ادخار غير مكلفة وسهلة التداول.

اتجاهات السوق العالمية للفضة وأسعارها

شهدت سوق الفضة العالمية تذبذبًا ملحوظًا مؤخرًا، فقد بلغ سعر الأوقية عالميًا 33 دولارًا مع تذبذب في الاتجاه بسبب تأثير السياسات الاقتصادية الدولية، وأشار محللو السلع مثل كارستن فريتش إلى أن تأثير الرسوم الجمركية الأخيرة دفع أسعار الفضة للصعود بشكل طفيف، بجانب العلاقة القوية بين الذهب والفضة، حيث تظل نسبة الذهب إلى الفضة مرتفعة جدًا، مما يدعم احتمالية نمو أكبر للفضة مستقبلًا.
تشير التحليلات إلى أن الفضة تقدم نفسها اليوم كبديل عملي ومرن يعكس ظروف السوق الضاغطة، خاصة في ظل استمرار غلاء الذهب وتحسن الطلب على المعادن الأقل تكلفة، ولذا، فإن الاستثمار في الفضة قد يمثل فرصة جيدة على المدى الطويل لصغار المدخرين الباحثين عن حل اقتصادي ومستدام.