«ارتفاع الذهب» عالمياً رغم تهدئة الحرب التجارية.. الأسواق تترقب التضخم والأسعار تلامس 3250 دولاراً

شهدت أسعار الذهب العالمية تعافياً ملحوظاً مع بداية تداولات اليوم، حيث ارتفعت بعد عدة أيام من التراجع، مدعومة بتجدد الطلب على المعدن النفيس وسط ترقب الأسواق للبيانات الاقتصادية الأمريكية، والتي تُعد محدداً رئيسياً لتحركات الدولار وأسعار الذهب في المستقبل. وتأتي هذه التحركات في ظل تطورات مهمة على الساحة الاقتصادية الدولية، بما فيها اتفاقيات التجارة الأخيرة بين الولايات المتحدة والصين.

تأثير البيانات الاقتصادية الأمريكية على أسعار الذهب

يترقب المستثمرون بفارغ الصبر صدور بيانات التضخم الأمريكية التي ستساعد في تحديد مسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، حيث تشير التوقعات إلى استقرار مؤشر أسعار المستهلك على المستوى الشهري. ويدرك الجميع أن قوة الدولار مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بقرارات الفيدرالي المستقبلية بشأن أسعار الفائدة، مما يؤثر بشكل مباشر على توجهات الذهب. وفي الوقت الذي سجل فيه الدولار مؤخراً ارتفاعاً ملحوظاً، جاءت أسعار الذهب لتشهد تعافياً مع ضعف الدولار المؤقت.
كما أن الأسواق العالمية تأثرت بإعلانات تخفيض الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين، مما عزز المشاعر الإيجابية في السوق وأدى إلى انتعاش أسواق الأسهم العالمية، ورغم ذلك، لا تزال حركة الذهب مستقرة نسبياً مع ميل طفيف نحو الصعود.

أسعار الذهب وتأثيراتها المحلية في مصر

شهدت أسعار الذهب في مصر ارتفاعاً طفيفاً اليوم بالتوازي مع انتعاش الأسعار العالمية، حيث سجل الذهب عيار 21 سعر 4625 جنيه للجرام بعد أن وصل يوم أمس إلى 4570 جنيه، مما يعكس استجابة السوق المحلي للتغيرات الدولية. ولكن التأثير على السوق المحلي يبقى محدوداً في ظل استقرار سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري. ورغم المكاسب اليومية، فإن حركة زخم الأسعار في الوقت الحالي تظهر بعض الضعف وسط توقعات غير يقينية بخصوص التحركات المستقبلية.

توقعات اتجاه أسعار الذهب خلال الفترة القادمة

مع استمرار التوترات في الأسواق الاقتصادية العالمية، تظهر التوقعات أن أسعار الذهب قد تحافظ على اتجاهها الصعودي المعتدل إذا جاءت البيانات الاقتصادية الأمريكية لتشير إلى تباطؤ التضخم، مما قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى اتخاذ موقف أكثر تيسيراً. ومع ذلك، فإن تحركات الذهب ستظل مرهونة بشكل كبير بتحركات الدولار وأي تطورات جديدة، خاصة على صعيد العلاقات التجارية بين الاقتصادات الكبرى.
وبالنظر إلى المؤشرات الفنية، يبدو أن الذهب استطاع تأكيد الدعم عند مستويات تصحيح رئيسية، مما ساعد الأسعار على الارتدادات مؤقتاً. على الصعيد المحلي، فإن استقرار الذهب عند مستويات تستطيع الحفاظ على زخمها قد يكون أمراً مشجعاً للمستثمرين في السوق المصرية.