«بدون رسوم».. كيف تؤثر الهدنة التجارية بين أمريكا والصين على أسعار الذهب؟

شكّل الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين لإيقاف الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا بارقة أمل للأسواق العالمية المتذبذبة خلال الفترة الأخيرة، حيث يهدف هذا التفاهم إلى تهدئة التوترات الاقتصادية بين البلدين، وهو ما انعكس على أسواق المعادن النفيسة وعلى رأسها الذهب، إذ دفعت الإشارات الإيجابية المستثمرين للخروج من التمسك بالملاذ الآمن، مع مراقبة دقيقة لتطورات الاتفاق وما يحمله المستقبل من تغيرات إقتصادية أخرى.

تأثير الاتفاق الأمريكي الصيني على أسعار الذهب

من أهم نتائج الهدنة التجارية كانت الانخفاض الطفيف في أسعار الذهب، حيث شهد المعدن النفيس استقرارًا حول مستوى 3.236 دولار للأونصة، يعود هذا التراجع إلى انخفاض القلق الجيوسياسي بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، ما أدى إلى تخفيف الطلب على الذهب كملاذ آمن، ومع رفع الدولار لقيمته إلى مستويات قريبة من ذروته الشهرية، أصبحت تكلفة الذهب أكبر على الأسواق العالمية، الأمر الذي حفّز شركات الأبحاث المالية مثل «سيتي ريسيرش» لتخفيض التوقعات بشأن سعر الذهب خلال الأشهر الثلاثة المقبلة إلى مستوى 3.150 دولارًا للأونصة.

مزايا الاتفاق وتأثيره على الأسواق المالية

الاتفاق التجاري يهدف إلى تقليص الرسوم الجمركية بين الطرفين، فقد خفضت الولايات المتحدة الرسوم على الواردات الصينية من 145% إلى 30%، بينما قامت الصين بتقليص رسومها على المنتجات الأمريكية من 125% إلى 10%، هذا الانخفاض في التكاليف الجمركية ساعد في رفع ثقة المستثمرين عالميًا، حيث ارتفعت الأسواق المالية بشكل كبير، بالإضافة إلى تراجع القيود الصينية على تصدير المعادن الأرضية النادرة مما أعطى دفعة للنشاط الصناعي العالمي واستقرار الطلب عليها، وهو ما انعكس بشكل غير مباشر على أسواق المعادن النفيسة الأخرى.

تصريحات الاحتياطي الفيدرالي وتأثيرها على الاقتصاد

بالرغم من اتفاق خفض الرسوم الجمركية، أشار خبراء الاحتياطي الفيدرالي إلى الحاجة لمزيد من الوقت لتقييم التأثيرات الاقتصادية لهذا الاتفاق؛ بعض المسؤولين مثل بيث هامّاك أو أدريانا كوجلر، أكدوا أن تعليق الرسوم الحالية قد لا يعني تلقائيًا انخفاض الضرورة لخفض أسعار الفائدة، بل إن الاحتياطي الفيدرالي يظل في حالة ترقب حذر بسبب التغيرات المتوقعة في الظروف الاقتصادية، هذا التصريح يوضح كيف يمكن أن يرتبط تقدم هذه المفاوضات بمعدلات الفائدة، التي بدورها تؤثر بشكل مباشر على أداء أسواق الذهب والعملات والسلع.

اتفق المراقبون على أن استمرار الهدنة التجارية بنجاح سيعني مزيدًا من الاستقرار في الأسواق المالية وأسواق المعادن النفيسة، ولكن مع استمرار حالة الترقب، يبقى الذهب خيارًا آمنًا لبعض المستثمرين وسط الغموض المتوقع في الأشهر القادمة.