«هبوط قياسي» أسعار الذهب تواصل التراجع وسط توقعات بتحركات جديدة للأسعار

شهدت أسعار الذهب انخفاضًا ملحوظًا في الأسواق المحلية والعالمية خلال اليومين الماضيين، حيث هبط السعر العالمي للأوقية بنسبة 3.39% ليصل إلى 3234 دولار، مسجلة تراجعًا بقيمة 90 دولار وفقًا لتقارير وكالة بلومبرج، على الصعيد المحلي انخفض سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 4585 جنيهًا، مما يشير إلى تأثير مباشر للأحداث العالمية على السوق المحلي.

تراجع أسعار الذهب وأسبابه

أوضح الخبراء أن الانخفاض الأخير بأسعار الذهب يعود إلى تطورات هامة على الساحة العالمية، حيث أفادت الأنباء بوجود مبادرة بين الولايات المتحدة والصين لتهدئة الأزمة التجارية بين البلدين، وهو ما انعكس على الأسواق بتراجع معدلات الطلب العالمي على المعدن النفيس، وفق تصريحات رئيس شعبة الذهب هاني ميلاد، هذه التطورات مؤقتة وقد تعيد الذهب إلى الصعود مستقبلاً نظرًا لما يمثله من قيمة استثمارية آمنة في ظل عدم استقرار الأوضاع الاقتصادية.

وأشار خبير آخر، لطفي منيب، إلى أن التراجع الكبير بأسعار الذهب قد يستمر لينخفض سعر الأوقية عالميًا إلى حوالي 3000 دولار، مما سيؤثر بشكل مباشر على الأسعار المحلية، التي ترتبط عادة بالسوق العالمي بنسب متناسبة مع تغيرات الطلب.

كيف يؤثر السوق العالمي على أسعار الذهب في مصر؟

شهد الذهب عدة تقلبات منذ بداية العام، حيث بدأ بسعر 2600 دولار للأوقية، قبل أن يرتفع إلى 3500 دولار بفعل تصاعد التوترات التجارية الدولية، ثم عاد للتراجع بسبب الاتفاق بين الصين والولايات المتحدة، هذا التغيير يؤثر محليًا على أسعار الأعيرة المختلفة مثل عيار 24 وعيار 21؛ حيث ينعكس كل دولار انخفاض أو ارتفاع عالمي بمقدار حوالي 1.60 جنيه و1.40 جنيه لكل عيار على التوالي، حسب تحليلات الخبراء.

تقوم البنوك المركزية عالميًا بمراقبة هذه التغيرات، والتي قد تؤدي إلى اتخاذ إجراءات مثل خفض معدلات الفائدة لتعزيز معدلات النمو الاقتصادي، ومع انخفاض الأسعار، قد تستغل الهيئات المالية هذه الفرصة لزيادة مخزونها من الذهب، مما يعيد التوازن للسوق.

توصيات حول الاستثمار في الذهب

مع التقلبات الحالية في أسعار الذهب، يُنصح المستثمرون باتخاذ بعض الخطوات الأساسية لموازنة المخاطر المحتملة، ومن أبرز النصائح التي يقدمها الخبراء:

• مراقبة التغيرات اليومية في الأسعار لمعرفة توقيت الشراء أو البيع الأمثل
• الاستثمار في الأعيرة الأكثر تداولًا مثل عيار 21 نظرًا لاستقراره السوقي النسبي
• تنويع المحفظة الاستثمارية بين الذهب والمصادر الأخرى لتقليل المخاطر
• التأكد من التعامل مع مصادر موثوقة لتجنب المشاكل القانونية أو خسائر غير محتملة

يُعد الذهب أحد أبرز الملاذات الآمنة التي يلجأ إليها المستثمرون في أوقات الأزمات المالية العالمية، ولكنه يتأثر بقوة بالتطورات السياسية والاقتصادية العالمية، الأمر الذي يتطلب رصدًا دائمًا للسوق لتحقيق الاستثمار الأمثل.

في النهاية، قد تظل أسعار الذهب عرضة للتقلبات على المدى القصير، ولكنها تبقى خيارًا قويًا على المدى الطويل للاستثمار وحفظ القيمة، خاصة في ظل تأثير العوامل الدولية على الأسواق المحلية والعالمية.