وزير الزراعة يشارك بجلسات دعم استراتيجية الصحة النباتية في باري الإيطالية

شارك وزير الزراعة واستصلاح الأراضي علاء فاروق في فعاليات اليوم الثاني من الجلسات الوزارية لدعم استراتيجية الصحة النباتية التي استضافتها مدينة باري في إيطاليا، حيث ركّزت الاجتماعات على تعزيز التعاون الإقليمي وآليات التنفيذ المشترك بين دول الشرق الأدنى لمواجهة التحديات المتعلقة بالصحة النباتية، فضلاً عن مناقشة أفضل الممارسات العالمية لحماية النظام الزراعي من الآفات والأمراض العابرة للحدود.

استراتيجية الصحة النباتية وآليات التعاون بين الدول

تناولت الجلسات الوزارية في المؤتمر الذي نظمته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “فاو” بالتعاون مع المركز الدولي للدراسات الزراعية المتقدمة، العديد من الرؤى والخطط المتعلقة بتحسين الصحة النباتية، وضمان الاستدامة الزراعية في دول إقليم الشرق الأدنى، حيث شارك في النقاش عدد من وزراء الزراعة والأمن الغذائي، إلى جانب ممثلي منظمات إقليمية ودولية متخصصة، وتم الاتفاق على أهمية تعزيز آليات التعاون بين الدول الأعضاء لتفادي مخاطر الآفات والأمراض المعدية التي تهدد إنتاج الغذاء وتتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة.

وكان من أبرز الموضوعات هو كيفية مواجهة بكتيريا الزيليلا، التي تعد واحدة من أخطر الآفات، حيث تؤثر سلبًا على المحاصيل الزراعية وتؤدي لخسائر مالية تتجاوز 20 مليار دولار عالميًا، كما تم استعراض تجارب الدول الأعضاء حول آليات التصدي لهذه البكتيريا والآفات المماثلة، مما يعزز من تبادل الخبرات بين أعضاء الإقليم.

دور مصر في التصدي للأمراض النباتية

تعد مصر من الدول الأولى التي اتخذت خطوات استباقية لحماية منظومتها الزراعية من الأخطار الناتجة عن الأمراض والآفات العابرة للحدود، حيث نفذت سلسلة من الإجراءات التي تحد من دخول الحشرات الضارة والبكتيريا المدمرة مثل بكتيريا الزيليلا، وشملت هذه الإجراءات مراجعة صارمة لجميع المنتجات الزراعية المستوردة، مع توفير تقنيات رصد ومعاينة متطورة تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي في البلاد.

وتسلط هذه التجربة الضوء على أهمية التعامل السريع والاستباقي مع التحديات الزراعية الإقليمية، بما يسهم في الحفاظ على الإنتاج الزراعي وتنمية الصادرات، حيث أصبحت التجربة المصرية نموذجًا يحتذى به في التعاون بين الحكومات لمكافحة الآفات وحماية الموارد الزراعية.

أهداف المؤتمر وتوصياته النهائية

اختتم المؤتمر بجملة من التوصيات التي تركز على تفعيل التعاون الإقليمي والدولي لتعزيز الأمن الغذائي ومحاربة الآفات من خلال تبني استراتيجيات شاملة تعتمد على التكنولوجيا والابتكار، وتوسيع البنية التحتية الصحية للنباتات عبر إنشاء مراكز متقدمة للرصد والوقاية، كما أكد الخبراء على أهمية توعية المجتمع بمخاطر الآفات والأمراض العابرة للحدود لضمان استدامة القطاع الزراعي ودعم نموه.

يشار إلى أن المؤتمر يأتي كجزء من الجهود المستمرة لتطبيق استراتيجية الصحة النباتية التي تهدف إلى حماية الموارد الزراعية الإقليمية وزيادة قدرتها على التصدي للتحديات، مما يضمن تحقيق الأمن الغذائي لدول الشرق الأدنى في ظل التغيرات البيئية المتسارعة.