«التراجع الكبير».. هل يشهد الذهب المزيد من الانخفاض أم يعود للارتفاع قريبًا؟

شهدت أسعار الذهب انخفاضًا ملحوظًا عالميًا ومحليًا خلال الأيام الماضية، حيث سجل المعدن الأصفر تراجعًا كبيرًا نتيجة تطورات اقتصادية عالمية أدت إلى انكماش الطلب عليه كملاذ آمن، وقد انعكس ذلك مباشرة على السوق المحلية في مصر بانخفاضات متتالية في سعر الجرام، مما أثار تساؤلات بين المستهلكين بشأن أسباب وتطورات هذا الانخفاض المتوقع.

أسباب انخفاض أسعار الذهب

الانخفاض الملحوظ في أسعار الذهب يعود إلى عدة أسباب رئيسية، أبرزها التهدئة السياسية والاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين، حيث أعلنت الدولتان عن اتفاق لخفض الرسوم الجمركية المتبادلة، مما عزز من قيمة الدولار وأضعف الطلب على الذهب، كذلك تأثرت الأسعار عالميًا بانخفاض سعر الأوقية إلى نحو 3234 دولارًا، ما دفع السوقين العالمي والمحلي للتفاعل مع هذه المستجدات، لتشهد أسعار الذهب في مصر هبوطًا كبيرًا وصل إلى 120 جنيهًا لكل جرام لعيار 21 في أقل من يومين.

توقعات أسعار الذهب في السوق المحلي والعالمي

بالرغم من التراجع الحالي، أكد خبراء أن أسعار الذهب لن تستمر بهذا الانخفاض لفترة طويلة، حيث قال هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب، إن التراجع يعد حركة وقتية، مشيرًا إلى احتمالية عودة معدلات الصعود نتيجة استمرار الذهب كملاذ آمن في ظل التقلبات الاقتصادية، فيما توقع لطفي منيب، نائب رئيس شعبة الذهب، أن تواصل الأسعار انخفاضها قليلًا قبل استعادة الارتفاع، وقد ساهمت الاضطرابات السابقة في تحركات السوق بزيادة النشاط ما بين المستهلكين والمضاربين.

تأثير انخفاض الذهب على البنوك المركزية

التراجع الأخير لأسعار الذهب قد يمثل فرصة للبنوك المركزية حول العالم لزيادة مخزونها الاستراتيجي من المعدن الأصفر، حيث يُتوقع أن يستغل كثير من المستثمرين هذا الانخفاض لتعزيز استثماراتهم طويلة الأجل، رغم التقلب الحالي، إلى جانب ذلك، تؤثر السياسات النقدية مثل خفض الفوائد بشكل كبير على سوق الذهب، حيث تتيح مثل هذه الأوضاع تعزيز الطلب مجددًا، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار على المدى المتوسط والبعيد.

بوجه عام، يُنصح المستهلكون بمتابعة السوق بشكل دقيق لتحديد التوقيت الأمثل للشراء أو البيع؛ خاصة أن الأسعار لا تزال تتسم بالتقلب الشديد نتيجة الظروف الاقتصادية العالمية، كما يتوقع أن يستغل المستثمرون فرص الانخفاض الحالية لتعزيز مكاسبهم في المستقبل.