«ارتفاع قياسي» أسعار الذهب تقفز 29 دولارًا مع تراجع الدولار الأمريكي

تأثرت أسعار الذهب بارتفاع كبير خلال تعاملات اليوم، مدعومة بانخفاض مؤشر الدولار الأميركي وازدياد الطلب على المعادن الثمينة كملاذ آمن، يأتي ذلك في ظل التطورات الأخيرة بين الولايات المتحدة والصين لتحسين العلاقات التجارية والحد من التصعيد، مما دفع بأسعار الذهب إلى الارتفاع بعد تسجيلها انخفاضًا ملحوظًا في الجلسات السابقة.

أهمية تحليل أسعار الذهب في ظل التطورات التجارية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا بنسبة 0.90% في العقود الآجلة لتسليم يونيو/حزيران 2025، لتصل إلى حوالي 3256.9 دولارًا للأوقية، كما صعدت أسعار التسليم الفوري بنسبة 0.53% لتصل إلى 3253.59 دولارًا للأوقية، يأتي هذا التحسن نتيجة استمرار تهافت المستثمرين على الملاذات الآمنة بسبب حالة القلق والترقب في الأسواق العالمية، في المقابل شهدت المعادن الأخرى مثل الفضة والبلاديوم زيادة في أسعارها أيضًا، حيث ارتفع سعر البلاديوم الفوري بنسبة 0.22% إلى 951.23 دولارًا للأوقية.

يُعزى هذا الأداء الإيجابي بشكل كبير إلى تخفيض الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين، والتي خلقت مناخًا أفضل للاستثمارات ذات المخاطر، مع استقرار نسبي في الأسواق بعد تصاعد الحرب التجارية التي أثرت سلبًا على الاقتصاد العالمي مؤخرًا، كما دعم الهدوء النسبي في التوترات التجارية الأخرى من ارتفاع الطلب على الذهب كعامل استقرار في الاستثمارات.

التأثير الاقتصادي للهدنة التجارية على أسعار الذهب

أعلنت الولايات المتحدة والصين عن هدنة لمدة 90 يومًا تضمنت تخفيضات كبيرة في الرسوم الجمركية، مما أدى إلى تعزيز الإقبال على الأصول الاستثمارية وتحقيق إيجابيات مهمة في الأسواق العالمية، تخفيض الولايات المتحدة للرسوم الجمركية على الواردات إلى 30% بدلاً من 145%، وخفض الصين رسوماً مشابهة إلى 10% مقارنة بنسبة 125% السابقة، ساعد في تقليل الضغط عن المستثمرين، وفتح الباب أمام التفاؤل بزيادة التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين، وهو ما انعكس بتحسن أسعار الأسهم والمعادن الثمينة على حد سواء.

فيما يدعم هذا الاتجاه الإيجابي آراء الخبراء الذين يشيرون إلى زيادة الإقبال على شراء الذهب عند مستوياته الحالية واعتباره وسيلة للتحوط من تقلبات السوق الاقتصادية والسياسية، مع استفادة الذهب من بيئة أسعار الفائدة المتدنية التي تُسهِم دائمًا في رفع جاذبيته الاستثمارية، وإضعاف أداء الدولار الأميركي الذي يُعد عاملًا يؤثر بشكل مباشر على حركة السوق.

توقعات أسعار الذهب في الفترة المقبلة

يتوقع العديد من المحللين استمرار تداول الذهب ضمن نطاق سعري يتراوح بين 3000 إلى 3300 دولار للأوقية، مع احتمالات لتذبذبات إضافية تزامنًا مع صدور تقارير اقتصادية هامة مثل مؤشر أسعار المستهلك الأميركي، قد تدفع بيانات التضخم وعوامل أخرى مجلس الاحتياطي الفيدرالي لمزيد من التعديلات على أسعار الفائدة، وهو ما سيكون له انعكاس مباشر على حركة المعدن الأصفر، في الوقت نفسه تبقى المخاوف الجيوسياسية والمخاطر الاقتصادية دافعًا قويًا لاستمرار الإقبال على الذهب.

ومن المتوقع أن يشهد الذهب المزيد من المكاسب في ظل التوقعات الحالية لتباطؤ الاقتصاد العالمي، حيث يعد الاستثمار فيه خيارًا مثاليًا للعديد من المستثمرين الذين يسعون لحماية أصولهم خلال الفترات العصيبة.