«انخفاض قياسي» أسعار الذهب تهبط لأدنى مستوى أسبوعي بسبب اتفاق جمركي مؤقت

شهدت أسعار الذهب تقلبات حادة في الأسواق العالمية إذ تراجعت مؤخرًا إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من أسبوع بسبب التطورات الإيجابية في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث ساهم الاتفاق المؤقت بين البلدين حول تقليص الرسوم الجمركية في تقليل الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب، ودفع المستثمرين للتركيز على الأصول ذات المخاطر العالية.

تأثير الاتفاق التجاري الأمريكي الصيني على أسعار الذهب

أدى الإعلان عن تخفيض الرسوم الجمركية المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين إلى تراجع الطلب على الذهب كملاذ آمن، حيث سجلت أسعار الذهب في المعاملات الفورية 3230.99 دولار للأوقية، مع انخفاض بنسبة ملحوظة بلغت 2.7 بالمئة في الجلسة السابقة، كما ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة طفيفة بلغت 0.2 بالمئة لتصل إلى 3235.20 دولار، وأسهم هذا التطور في دعم الأسواق المالية العالمية وزيادة جاذبية الأصول ذات العائد المرتفع، ما عزز الإقبال على المخاطرة بدلاً من التركيز على الأصول الآمنة.
وشملت الاتفاقية تخفيض الرسوم الجمركية على الواردات المتبادلة بشكل كبير، حيث خفضت الولايات المتحدة الرسوم على البضائع الصينية من 145 بالمئة إلى 30 بالمئة، مقابل تخفيض الصين الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية من 125 بالمئة إلى 10 بالمئة. وأدى هذا الاتفاق المؤقت إلى تعزيز حركة الأسواق وإحياء الآمال بانتهاء التوترات التجارية التي ارتفعت حدتها في الشهور الماضية.

دور الأسواق المالية العالمية في تحركات الذهب

تزامن انخفاض أسعار الذهب مع تحركات أخرى شملت ارتفاع المعادن النفيسة مثل الفضة التي زادت بنسبة 0.6 بالمئة لتصل إلى 32.78 دولار للأوقية، والبلاتين الذي ارتفع بنسبة 0.8 بالمئة ليبلغ 982.70 دولار، بينما شهد البلاديوم انخفاضًا نسبته 0.4 بالمئة ليستقر عند 942.19 دولار. وزاد الإقبال على أسواق الأسهم العالمية مدعومًا بتحسن التوقعات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. ونتيجة لذلك قل الإقبال على الذهب الذي يعد من الأصول الآمنة المفضلة في المراحل الاقتصادية المضطربة.
علاوة على ذلك، يترقب المتعاملون في الأسواق صدور تقرير مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي الذي سيقدم إشارات حول توجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن السياسة النقدية القادمة، الأمر الذي قد يؤثر بصورة مباشرة على أسعار الذهب ومعادن أخرى.

أهمية الذهب في الأسواق العالمية

يظل الذهب أحد أبرز الأصول التي يعتمد عليها المستثمرون للتحوط ضد تقلبات الأسواق والأزمات الاقتصادية، إلا أنه يتأثر بشكل ملموس بالتحديثات الاقتصادية والسياسية، حيث تؤدي الأخبار الإيجابية المتعلقة بالنمو الاقتصادي إلى تقليل الطلب عليه. وتحركات الذهب تنعكس أيضًا على المعادن الأخرى التي تستفيد بدورها من الاستقرار الاقتصادي.

العنوان القيمة
أسعار الذهب الفورية 3230.99 دولار
ارتفاع الفضة 0.6%
البلاديوم -0.4%

يؤكد الخبراء أن السوق مستمرة في التأرجح بين التفاؤل الحذر والتقلبات الاقتصادية الحادة، ما يجعل الذهب مستمرًا في كونه مؤشرًا هامًا للوضع الاقتصادي العالمي. ومع استمرار التطورات في المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين، سيظل الطلب على الذهب وغيره من المعادن النفيسة رهين المتغيرات الاقتصادية العالمية.