«تراجع حاد» للذهب مع إعلان الاتفاق التجاري بين الصين وأمريكا

شهدت أسعار الذهب تراجعات حادة خلال تعاملات اليوم، بعد الارتفاع الكبير الذي سجله المعدن الأصفر الأسبوع الماضي. جاءت هذه التحركات متأثرة بحالة الأسواق العالمية والبيانات الاقتصادية الهامة التي أُعلنت مؤخرًا، خاصة تلك المتعلقة بالاتفاق الأمريكي الصيني لخفض الرسوم الجمركية، مما ساهم في تحديد اتجاهات المستثمرين وعملية البيع لجني الأرباح بعد المكاسب الأخيرة الملحوظة.

تراجع أسعار الذهب وأسباب الهبوط

سجلت أسعار الذهب انخفاضًا كبيرًا بمقدار (115.40) دولارًا للأوقية، مما يعادل نسبة (3.5) % ليصل سعره إلى (3220) دولارًا للأوقية. جاء هذا الانخفاض بعد ارتفاع كبير الأسبوع الماضي بمقدار (103.50) دولارًا أي بنسبة (3.2) % إلى (3335.40) دولارًا للأوقية. التراجع الأخير يعكس التأثير السلبي للتطورات الاقتصادية على المعدن الأصفر، حيث انخفض الطلب عليه كملاذ آمن وسط تحسن نسبي بالأسواق المالية، خاصة مع موافقة الولايات المتحدة والصين على اتفاقية تخفيض الرسوم الجمركية.

أثر الاتفاق الأمريكي الصيني على أسعار الذهب

أسفر إعلان الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين عن تهدئة التوترات الاقتصادية بين أكبر اقتصادين في العالم، حيث وافقت الولايات المتحدة على خفض الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات الصينية من (45) % إلى (30) %، كما خفضت الصين الرسوم على المنتجات الأمريكية من (25) % إلى (10) %. هذا الاتفاق أدى إلى استعادة بعض الثقة بين المستثمرين وزيادة الإقبال على الأسهم، ما أثّر بدوره في تراجع الطلب على الذهب كأحد الملاذات الآمنة، ومع ذلك حافظ الذهب على مكانته كاستثمار طويل الأمد لدى العديد من المحللين والمستثمرين.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

يتوقع الخبراء أن يستمر الذهب في تأرجح أسعاره بناءً على المستجدات الاقتصادية والسياسية العالمية. في حال حدوث تراجعات إضافية بأسواق الأسهم أو صدور بيانات اقتصادية سلبية، من المتوقع أن يتجه المستثمرون مرة أخرى نحو الذهب كوسيلة لتأمين أموالهم ضد التقلبات. على الوجه الآخر، يشير استمرار التوصل إلى اتفاقيات تخفض التوترات التجارية إلى احتمال تراجع الطلب على المعدن الأصفر. يجب على المستثمرين متابعة الأحداث العالمية والمؤشرات الاقتصادية عن كثب قبل اتخاذ قراراتهم فيما يخص الاستثمار في المعادن الثمينة.