«الذهب» يهبط بأكثر من 2% بعد اتفاق تجاري بين أميركا والصين

شهدت أسعار الذهب اليوم انخفاضًا كبيرًا بنسبة تجاوزت 2%، وذلك عقب تطورات جديدة في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث تم الاتفاق بين الطرفين على تعليق العديد من الرسوم الجمركية المفروضة على السلع المتبادلة، مما أدى إلى هدوء نسبي في التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين عالميين؛ هذه التغيرات أثرت بدورها بشكل مباشر على أسعار المعادن النفيسة والمخططات الاقتصادية العالمية.

أسعار الذهب وآخر التحركات في السوق

تراجع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة بلغت 2.6% ليصل إلى 3237.04 دولار للأونصة، وهو مستوى منخفض مقارنة بالارتفاع القياسي الذي حققه الشهر الماضي عند حدود 3500.05 دولار، وذلك في ظل القلق بشأن الاضطرابات الاقتصادية والقرارات المرتبطة بالسياسات التجارية. كذلك، شهدت العقود الأميركية الآجلة للذهب انخفاضًا بنسبة 3.1% لتسجل 3241.70 دولار للأونصة. تسلط هذه الأرقام الضوء على حساسية أسواق الذهب تجاه التغيرات الاقتصادية العالمية، حيث يلجأ المستثمرون إلى الذهب كملاذ آمن في أوقات الأزمات.

كيف أثر الاتفاق التجاري بين أميركا والصين على الأسواق؟

تضمن الاتفاق التجاري الأخير بين الولايات المتحدة والصين تقليل الرسوم الجمركية المتبادلة إلى 10% بعدما كانت تبلغ 125%، فيما بقيت الرسوم الأميركية بنسبة 20% على بعض الواردات الصينية، مما أدى إلى بقاء إجمالي الرسوم على الصين عند حدود 30%. وقد نتج عن هذا الاتفاق انتعاش ملحوظ في الأسواق المالية العالمية، حيث ارتفعت مؤشرات الأسهم وصعد الدولار إلى أعلى مستوى له في شهر، إلا أن صعود الدولار جعل الذهب أكثر كلفة للمستثمرين الدوليين، كما استمرت معدلات الفائدة دون تغيير وفقًا لسياسة مجلس الفدرالي الأميركي؛ مما دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم استراتيجياتهم تجاه المعادن النفيسة.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب والمعادن النفيسة

تشير التوقعات إلى تقلبات محتملة في أسعار الذهب وفقًا للتحركات المقبلة في السياسات الاقتصادية ومؤشرات الأسواق، حيث قال المحلل جيم ويكوف إن الهدف الفني القادم للمعدن يتمثل في اختراق مستوى 3350 دولار، مع تحديد المقاومة الأولى عند مستوى 3250 دولار ثم 3275 دولار. من جهة أخرى، تتوجه الأنظار إلى بيانات اقتصادية هامة مثل مؤشر أسعار المستهلكين ومؤشر أسعار المنتجين التي ستصدر قريبًا، إذ ستوفر هذه البيانات رؤى جديدة حول قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن الفائدة.

أما بالنسبة للمعادن الأخرى، فقد شهدت تراجعًا في مستوياتها؛ حيث انخفضت الفضة بنسبة 0.4% إلى 32.56 دولار، بينما تراجع البلاتين بنسبة 1.6% ليصل إلى 978.80 دولار، كما هبط البلاديوم بنسبة 2.7% إلى 949.43 دولار. تستمر هذه الانخفاضات في التأثر بالعوامل الاقتصادية العالمية، مما يجعل الأسواق تترقب المزيد من التحولات خلال الفترة المقبلة.