«صدمة نووية».. ترامب يتحدى شركات الأدوية ويطيح بأسعار الذهب عالميًا

شهدت الساحة الأمريكية تحركات لافتة بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، توقيع أمر تنفيذي يهدف إلى تخفيض أسعار الأدوية في الولايات المتحدة حتى 80%، مما أثار جدلا كبيرا بين الأوساط السياسية والاقتصادية. الخطوة اعتبرت بمثابة تحد قوي لنفوذ شركات الأدوية الكبرى، بينما انعكست هذه الأحداث على الأسواق العالمية من خلال ارتفاع أسعار النفط وتراجع الذهب.

تخفيض أسعار الأدوية في الولايات المتحدة

أوضح دونالد ترامب أن القرار التنفيذي الجديد يُلزم برنامج الرعاية الصحية “ميديكيد” بدفع أدنى سعر عالمي مقابل الأدوية، ما يعزز تخفيف الأعباء عن المواطنين الأمريكيين. ترامب شدد في تصريحاته على أن زمن استغلال الأمريكيين من قبل شركات الأدوية الكبرى قد انتهى، مشيرا إلى أن هذا القرار كان قيد التنفيذ في عام 2020 إلا أن القضاء أوقفه مؤقتا. القرار يمثل خطوة جريئة نحو جعل الولايات المتحدة أكثر عدالة في مجال خدمات الرعاية الصحية، مع مواجهة محتملة لجماعات الضغط التابعة لشركات الأدوية، التي تهدف إلى الحفاظ على أرباحها المرتفعة.

تأثير قرار ترامب على الأسواق العالمية

تزامناً مع إعلان الولايات المتحدة والصين عن اتفاقٍ جديد لتخفيض الرسوم الجمركية، ارتفعت أسعار النفط العالمية بشكل ملحوظ، حيث ارتفع خام برنت بنسبة 2.91% ليبلغ 65.78 دولارا للبرميل، كما زاد خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 3.13% ليصل إلى 62.95 دولارا. هذا التفاؤل ناتج عن استئناف المفاوضات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم من خلال تعليق الإجراءات الجمركية المتبادلة لمدة 90 يوما. على الجانب الآخر، شهد الذهب تراجعا كبيرا مع انخفاض الطلب عليه كملاذ آمن وانتعاش الدولار الأمريكي.

كيف يعزز القرار مكانة ترامب السياسية؟

يرى المحللون أن هذا القرار يمثل خطوة انتخابية ذكية من ترامب، تهدف إلى تعزيز مكانته كمرشح “مواجه للوبيات”، خصوصا في ظل تحضيراته للانتخابات المقبلة. الربط بين القضايا الاقتصادية والصحية والتجارية يعكس استراتيجيته لاستعادة ملفات برزت خلال ولايته الأولى مثل الرعاية الصحية وخفض التكاليف. من ناحية أخرى، يُظهر الاتفاق الجزئي بين الصين والولايات المتحدة تحولا إيجابيا خاصة بعد تعثر المفاوضات السابقة، ما دفع الأسواق إلى تسجيل مكاسب في أسعار النفط وخلق أجواء من التفاؤل الحذر ضد ركود عالمي محتمل.

أما بالنسبة للبعد السياسي، فإن ترامب فاجأ الأطراف المؤثرة بالإعلان عن مواجهة اللوبيات الاقتصادية الكبرى داخل الولايات المتحدة، في رسالة مباشرة لجماهيره بأنه لن يتراجع أمام الضغوطات السياسية أو الاقتصادية. وما زالت الأسواق والمراقبون ينتظرون قرارات البنك المركزي الأمريكي، وتطورات المحادثات النووية بين واشنطن وطهران، مع احتمالات لتأثيرها على التوازنات في قطاع الطاقة خلال الفترة المقبلة.