خوسيه ريفيرو.. الوجه الآخر لمدرب الأهلي الجديد في مهمته المرتقبة

برز المدرب الإسباني خوسيه ريفيرو كاسم لامع في عالم كرة القدم الأفريقية، بعد أن قاد فريق أورلاندو بايراتس إلى فترة من النجاحات الباهرة، ليصبح وجهة مثالية لعملاق القارة النادي الأهلي المصري. يتميز ريفيرو بأسلوبه الفني التكتيكي، وقدرته على التكيف مع التحديات، مما يجعل تعيينه في الأهلي تحولًا نوعيًا يعزز طموحات الفريق.

خوسيه ريفيرو يعيد أمجاد أورلاندو بايراتس

قبل انضمام خوسيه ريفيرو إلى أورلاندو بايراتس، عاش النادي الجنوب أفريقي سنوات من الانحدار والخيبة، إذ لم يتمكن حتى من بلوغ دور المجموعات بدوري أبطال إفريقيا، في ظل سطوة منافسه التقليدي ماميلودي صن داونز الذي حقق إنجازات بارزة متتالية، كان تعيين ريفيرو في البداية مثار جدل واعتراض، لكنه سرعان ما ثبت أقدامه كواحد من أبرز المدربين، بإصلاحه للمنظومة الكروية بالنادي وجعل الفريق ينافس الكبار بقوة.

استطاع ريفيرو بفضل المزج بين أساليبه التكتيكية الأوروبية المتطورة وطبيعته المتميزة في فهم الكرة الأفريقية أن يطور الفريق في زمن قياسي، وإعادة بناء هويته كرويًا، كما أثبتت خطة 3-4-3 التي يتبناها قدرتها على التأقلم مع مختلف الفرق، وشكلت مزيجًا بين المرونة والانضباط في الأداء، وهو ما أعاد للفريق شخصيته القوية داخل الملعب.

ما هي فلسفة خوسيه ريفيرو التكتيكية؟

يعتمد ريفيرو في فلسفته التدريبية على الابتكار والمرونة، كما يركز على إدارة المباريات بعناية فائقة، حيث يرى أن كرة القدم الحديثة تعتمد على استغلال نقاط قوة الفرق أكثر من التركيز على التنافس البدني بين اللاعبين، يدمج ريفيرو بين أسلوب الكرة الشاملة وفنون اللعب الحديثة، من خلال التركيز على استحواذ الفريق وانتقال الكرة بسلاسة بين الخطوط الدفاعية والهجومية.

في خطة 3-4-3، يلعب ثلاثي الدفاع دورًا رئيسيًا في بناء الهجمات من الخلف، بينما يتحمل ظهيرا الجنب المهام الهجومية بالإضافة إلى التغطية الدفاعية، في وسط الميدان، يشغل ثنائي المحاور مهمة الربط بين خطوط الفريق، مع تفعيل دور الجناحين لتعزيز الكثافة الهجومية، لتتكامل الجوانب التكتيكية في استغلال مهارات اللاعبين ومرونتهم.

لماذا اختار خوسيه ريفيرو مغادرة أورلاندو؟

رغم نجاحاته الملحوظة، يؤمن خوسيه ريفيرو بضرورة التغيير المستمر، سواء له كمدرب أو للنادي الذي يقوده، في تصريحاته مع وسائل الإعلام، قال إن بقاء المدرب لأكثر من ثلاث سنوات مع نفس الفريق يُفقده القدرة على تحفيز لاعبيه، كما أن التغيير يعد فرصة ذهنية للاعبين للاستفادة من أفكار جديدة؛ مشيرًا إلى أن استمرارية الأفكار ذاتها قد تؤدي مع الزمن إلى تراجع الأداء وعدم التجديد.

يمثل رحيل ريفيرو خطوة فريدة من نوعها في مسيرته، فهو الآن على أعتاب مرحلة جديدة كمدرب لنادي الأهلي المصري، النادي الملقب بـ”زعيم إفريقيا”، ويعتبر هذا الانتقال بمثابة تحدٍ كبير له لتقديم نفس الأداء الذي حققه في دوري جنوب إفريقيا على الساحة القارية.